عندنا مشاكل تتشابه مع ما هو موجود في بقية دول العالم… لدينا بطالة، بشقّيها الصريح والمُقنّع، ونشتكي من ارتفاع الأسعار، العالم كله يشتكي من ارتفاع الأسعار، والشباب يحتاجون لسكن ولن تجد دولة خالية من هذه المشكلة.
نتشابه مع دول الخليج في مشكلة التركيبة السكانية، وننفرد عن العالم كله بحجم مشكلة البدون. قد يأتي يوم نحل مشكلة الغلاء أو حتى مشكلة السكن لكن التركيبة السكانية والبدون لن يتم حلهما أبدا.
ماذا يعني حل التركيبة السكانية؟ عمارات ستصبح خالية وستغلق مستشفيات ومدارس خاصة، وتتغير موازين القوى الاقتصادية، حيث ستضعف التجارة الريعية التي تعتمد عليها قلة من أسر الكويت، وستنتهي تحالفات الحكم وتتغير الكويت، من يريد للكويت أن تتغير؟
التركيبة السكانية ليست فقط أمراً خاصاً بِنا، بل هناك دول تتأثر بتركيبتنا السكانية وهي تفاوض القوى المسيطرة لدينا وتمدُّهم بما يسمى راحة الحكم من أجل الحفاظ على تركيبتنا السكانية… من يطلب تغيير التركيبة السكانية هو حالم في عصر لا تتحقق فيه الأحلام.
قضية البدون أيضا لن يتم حلها، فهي تجارة سياسية، وهناك من يعتمد عليها كقوة احتياط من أجل إضعاف الشعب والتهديد بالشعب الرديف، كل تلك اللجان والاقتراحات والجهد المخلص من بعض أبناء الكويت هو في النهاية نوع من التسالي، تسالٍ سياسية، مواطنون يريدون إبقاء كنوزهم بأيديهم وآخرون يريدون المشاركة في كنز الله. الصراع يُضعف الطرفين وهو المطلوب إثباته، من يريد شعبا موحداً قوياً! مشاكلنا الخاصة ستبقى مع الكويت وتستمر معها، فهي علامة مميزة للكويت.
تخيلوا الكويت من دون خللٍ في التركيبة السكانية، من سنُهاجم! ومن سيعمل! ومن سيحمل أطفالنا! أو تخيّلوا الكويت من دون قضية البدون، ستختفي الطبقية البغيضة ولن يتبقى لنا إلا تلك الطبقية القديمة التي بَهُتَ لونُها، هل يرتاح المواطن من دون طبقية تشغله عن التفكير في تطوير أدواته الدستورية.
من يرد أن يبذل جهدا نافعا لبلده، فعليه بمشكلة السكن للشباب، أو كيف نُطّور خدماتنا التعليمية والصحية، تلك المجالات قابلة للحل فلننشغل بها ولندع ما لقيصر لقيصر.
