صحية

دراسة: أدوية خفض الكوليسترول ضررها أكثر من نفعها

أشارت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة ديلي إكسبرس البريطانية الى أن الملايين من البريطانيين الأصحاء، يتناولون أدوية خفض الكوليسترول بشكل يومي، من دون الحاجة الى ذلك. وأثار خبراء في الصحة، المخاوف من أن هذه الأدوية ضارة متعاطيها، وليست نافعة.

ويرى هؤلاء الخبراء ان فوائد أخذ أدوية خفض الكوليسترول للأصحاء تكاد تكون «شبه معدومة»، ويصرون على ان اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة يعطي نتائج أفضل بكثير للمحافظة على صحة القلب..
وزعموا أيضا أنه يتم حجب «البيانات الأساسية» حول الآثار الجانبية لهذه الأدوية، ويُقدر عدد البريطانيين الذين يتناولون أدوية خفض الكوليسترول بأكثر من ستة ملايين شخص، ومع ذلك، فانها لا تزال مثيرة للجدل للغاية، خاصة مع شكوى كثير من المرضى من آثار جانبية خطيرة، في الوقت الذي تشير فيه الأدلة إلى أنه ليس لها تأثير في إطالة العمر.
وتعمل هذه الادوية على خفض مستوى الكوليسترول في الدم ويمكن أن تقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقالت الدكتورة ماريان ديماسي التي اشرفت على الدراسة: «الأطباء الذين يصفون مثل هذه الأدوية، متشككون، لأن غالبية الذين يتناولونها هم أشخاص أصحاء ولا يواجهون سوى مخاطر بسيطة، وتكون الفوائد طفيفة وتبقى البيانات الأساسية عن الآثار الجانبية محجوبة عنهم».
وحظيت د.ديماسي التي نشرت الدراسة في المجلة البريطانية للطب الرياضي، بدعم من تحالف من كبار الخبراء العالميين.
وتزعم أن هناك من يتلاعب بالإحصاءات من أجل المبالغة في فوائد هذه الادوية والتقليل من مخاطرها، في حين تم إسكات الآراء المخالفة.
وأضافت الدكتورة ديماسي ان «من الأهمية القصوى أن يسمح للباحثين المستقلين بالوصول إلى البيانات الأساسية عن الآثار الجانبية لهذه الادوية.
لقد تعلمنا من تجارب الماضي، كما في حالة دواء تاميفلو، أنه عندما تحجب شركات الأدوية بيانات التجارب المهمة عن الجمهور، فإنها تتلاعب بالنتائج من خلال تفضيل فوائد الدواء والتقليل من الأضرار. هذه السرية خلقت الشك الآن حول صحة البيانات المتعلقة بأدوية الكوليسترول».
ويعتقد أن الملايين توقّفوا عن تناول هذه الادوية، خوفا من أضرار الآثار الجانبية، ومنها آلام في العضلات، وفقدان الذاكرة، ومشاكل في الكلى واضطراب النوم.
وقال ريتشارد تومبسون، الطبيب الشخصي السابق للملكة: «هذه الدراسة المهمة تضيف المزيد من الأصوات التي تثير علامات الاستفهام على ادوية الكوليسترول والقلب والأوعية الدموية، وتنتقد طرق عرض كثير من البيانات التجريبية.
وطالب تومبسون الأطباء بـ «التأكيد على فوائد النشاط البدني واتباع نظام حوض البحر المتوسط الغذائي بالنسبة الى مرضى القلب، حيث إن كليهما فعالان وأكثر أمنا وأرخص ثمناً من الأدوية». علماً بأن هذه الأدوية هي الأكثر شيوعا في وصفها في بريطانيا.
وقد سبق لخبراء في الصحة ان انتقدوا قرار صرف ادوية خفض الكوليسترول الى الاشخاص الاصحاء لتفادي النوبات القلبية او السكتات الدماغية. فمثلاً، اعتبر الدكتور مالكولم كندريك، وهو طبيب في ادارة الصحة الوطنية ان «هذا البحث يدل بوضوح على أن ادوية خفض الكوليسترول تضر أكثر مما تنفع».
وقالت طبيبة القلب الأميركية ريتا ريدبرغ، من مركز سان فرانسيسكو الطبي: «لسوء الحظ، فإنه حتى يتاح جميع البيانات وتناقَش مع المرضى، فإن ملايين الأشخاص الذين يتعاطون هذه الأدوية، سيتعرّضون لأضرارها أكثر مما يستفيدون منها».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق