خارجية

حكومة تصريف الأعمال في لبنان: تصعيد وزاري

يباشر مجلس النواب اللبناني اليوم أولى مهامه بعقد جلسة مخصصة لانتخاب رئيس مجلس ونائب رئيس وهيئة مكتب جدد، وذلك بعد دعوة وجهها رئيس السن النائب ميشال المرّ أمس للنواب. وبينما باتت مؤكداً إعادة انتخاب رئيس المجلس نبيه بري، فإن معركة نيابة الرئاسة تنحصر بين مرشح «لبنان القوي» ايلي الفرزلي ومرشح «الجمهورية القوية» انيس نصار. ورغم أن الأرقام تشير الى فوز سهل للفرزلي فإن معركة أخرى تلوح في الأفق عبّر عنها النائب الياس بوصعب عندما أعلن أنه يجد نفسه في مكان آخر، غامزاً من قناة نائب رئيس الحكومة.
وفي هذا السياق، زار وفد من تكتل «لبنان القوي» يضم النواب ابراهيم كنعان والان عون والياس بوصعب الرئيس بري، وأبلغه قراره في شأن من سينتخب التكتل رئيساً للمجلس النيابي، ونقلت مصادر إعلامية لـ القبس أن «مقايضة» قد حصلت على الارجح وتقضي بأن يصوت التكتل لبري على أن تصوّت كتلة «الوفاء والأمل» لإيلي الفرزلي لنيابة الرئاسة. ولاحقاً استقبل بري النائب أنيس نصار الذي أكد استمراره في ترشّحه لمنصب نائب رئيس المجلس مؤكداً التزامه بقرار «القوات» بالاقتراع بورقة بيضاء.
وكان لافتاً امس دعوة قيادة حركة «امل» في بيان لها مناصريها الى التعبير عن فرحتهم بإعادة انتخاب بري لرئاسة المجلس النيابي بصورة حضارية.

القوات: ورقة بيضاء لبري
وفي موقف من رئاسة مجلس النواب أشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» إلى أن تكتل «الجمهورية القوية» سيضع ورقة بيضاء في انتخابات رئاسة المجلس، معتبرًا أن الورقة البيضاء هي تعبير عن موقف «القوات» السيادي وليست بوجه الرئيس بري. مؤكدا ان «القوات» مستمرة بترشيح النائب نصَّار الى منصب نائب رئيس مجلس النواب، وأن مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة هو سعد الحريري.
في الأثناء طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال مع بدء ولاية مجلس النواب واعتبار الحكومة مستقيلة وذلك ريثما تُشكّل حكومة جديدة.
وأخرجت الأيام الأخيرة للحكومة الخلافات المديدة الى العلن، واستدعت مؤتمرات صحافية لبعض الوزراء، لا سيما على جبهتَي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في موضوعي «الكهرباء» و«النزوح السوري» وهما ملفان حساسان وشائكان ويشكلان تركة ثقيلة للحكومة العتيدة.
وكانت الجلسة الأخيرة للحكومة استغرقت اكثر من سبع ساعات واستحوذ فيها ملف الكهرباء على الحيز الأوسع من النقاش، وقد اقرت خطة انقاذية لموضوع الكهرباء وتقضي بتفويض وزير الطاقة سيزار ابي خليل، إطلاق مناقصة شراء طاقة طارئة ومستعجلة في إدارة المناقصات لموقعي دير عمار والزهراني، بحسب دفتر شروط يأخذ في الاعتبار ملاحظات مجلس الوزراء.
وفي حين صور وزراء التيار الوطني الحر مقررات الحكومة بشأن الكهرباء انتصارا للتيار بعد معارضة استمرت أشهرا من قبل وزراء «القوات» و«امل» و«حزب الله» و«التقدمي الاشتراكي»، رد نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، بأن موقف «القوات اللبنانية» ثابت قبل الانتخابات وبعدها من إعادة مناقصة الكهرباء المؤقتة إلى دائرة المناقصات، الذي تحقق اليوم، كما تم توسيع دفتر شروط لإتاحة المجال لحلول متعددة وعدم حصر الحل بالبواخر، مضيفاً «سننعم بالكهرباء 24/24 عندما يصبح العمل بالفعل في وزارة الطاقة وليس اعلامياً».
من جانبه علق وزير المال علي حسن خليل، على مقررات مجلس الوزراء بشأن ملف الكهرباء قائلاً «انتصر منطقنا، وان بعد خسارة هذا الوقت، وِفي البواخر كما كنّا بقينا رافضين الصفقة وما يدور حولها، ولنا الشرف أننا صوتنا ضدها».
ردود الوزراء المعترضين من الأساس على مناقصة البواخر استدعت أمس ردا من وزير الطاقة سيزار ابي خليل، متهماً «من لم يصنع أي إنجازات في وزاراته بالتصويب على ملف الكهرباء»، وقال في مؤتمر صحافي «أرسلنا إلى مجلس الوزراء طلب تمديد عقد البواخر مع طلب تفاوض على تخفيض الأسعار وأتت الموافقة لمدة سنة من دون شروط لكنني اعترضت وفاوضت واستطعنا تخفيض السعر والحصول على 200 ميغاوات مجاناً لتغطية ذروة التقنين».

بوعاصي وباسيل
من جانبه، رد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال بيار بو عاصي، على جملة الاتهامات التي ساقها وزراء ونواب التيار الوطني الحر قبيل الانتخابات التي تتعلق بعجز وزراة الشؤون عن إدارة ملف النازحين السوريين، وقال بو عاصي إن البيان المشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي لم يطلع عليه لبنان رسميًا وان الوحيد الذي كان يعلم به هو وزير الخارجية جبران باسيل، من دون اي تحرك، ليستعمله لاحقًا ضدهم.
وأشار بو عاصي، في مؤتمر صحافي، الى أنه عندما بدأ النزوح السوري لم تكن «القوات اللبنانية» في الحكومة في حين أن «التيار الوطني الحر كان لديه 10 وزراء»، متسائلاً: «فماذا فعلتهم كي لا يصل العدد الى مليون ونص نازح؟».
وتوجه الى باسيل قائلاً: «ان كنت تريد ان تعمل ولم يدعوك ان تعمل، الأفضل أن تسكت وتدع غيرك يعمل بما إنك لا تستطيع ان تفعل شيئاً»، مشدداً على أن موقف «القوات» واضح تجاه عودة النازحين السوريين وعدم انتظار أي حل سياسي «لأنه لا حلّ في القرب».

ماكرون يُرجئ زيارته إلى لبنان للخريف

أرجأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته الى بيروت التي كانت مقررة بعد الانتخابات النيابية تلبية لدعوة رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى الخريف المقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق