اقتصاد

تمضي أوقاتاً سعيدة مع العائلة… فأنت في عداد الأثرياء

11% فقط يعتقدون أن المال مصدر السعادة

الأميركيون لا يميلون إلى أن تملك الأصول يمكن أن يوفر السعادة، فقد اعتبر 11 في المئة فقط من الذين شملهم استطلاع مؤشر الثروة العصرية السنوي الثاني من تشارلز سشواب أن «وجود مال وفير» هو مصدر السعادة.

يرى كثير من الأميركيين أن الثراء على المستوى الشخصي يتحقق عندما يتمكن الشخص من العيش مرتاحاً دونما ضغوط. ولا يبدو أن هذا التعريف يركز في ظاهره على توفر المال إلا حين يعد المال، أو الافتقار إلى المال على وجه التحديد، مصدراً رئيسياً للضغط.

الأميركيون لا يميلون إلى أن تملك الأصول يمكن أن يوفر السعادة، فقد اعتبر 11 في المئة فقط من الذين شملهم استطلاع مؤشر الثروة العصرية السنوي الثاني من تشارلز سشواب أن “وجود مال وفير” هو مصدر السعادة.

ولكن فيما اختار معظم من شملهم هذا الاستطلاع أفكاراً ذهنية متقدمة باعتبارها مصادر شعورهم بالرضا، فإنهم لم يترددوا في تحديد مبلغ من المال لبلوغ حالة الرضاً المعنية.

وبحسب هذا الاستطلاع، فإن الرخاء في الولايات المتحدة يتطلب اليوم توافر ثروة متوسطها 1.4 مليون دولار، وهذا أعلى من الـ 1.2 مليون دولار التي كانت تمثل الرخاء قبل سنة خلت. ولكن كي تعتبر “ثرياً” فأنت بحاجة اليوم إلى ثروة متوسطها 2.4 مليون دولار، وهو الرقم نفسه الذي طرح العام الماضي في دراسة أجريت “أون لاين” وشملت ألفاً من الأميركيين يبلغون ما بين الـ 21 والـ 75 من العمر.

وكانت هناك بعض الإشارات المشجعة في هذه الأرقام. وفيما حدد 18 في المئة الثروة في القدرة على دفع قيمة أي شيء يرغبون فيه، قال 17 في المئة، إن الثروة تتمثل في وجود

“علاقات مودة مع العائلة والأصدقاء”.

ويتطابق هذا مع نظرة جو ديوران وهو الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد كابيتال لإدارة الأموال إزاء “الثروة”. فبعد أن أسس ثم باع أول شركة له، قال: “أدركت أن المال ليس أكثر من وقود وهو مورد يجعلك تتمتع باختيارات، لكن إذا لم تفكر فيما تعمل من أجله فإنك سوف تموت غنياً لكنك لن تعيش غنياً”.

وطلبت الدراسة من الناس اختيار البيان الأقرب إلى تعريفهم الشخصي للثروة من بين البيانات المدرجة في السؤال. وعندما سئلوا عن الشيء الذي يجعلهم يشعرون “بالثراء ” في حياتهم اليومية، تبين أن تمضية وقت سعيد مع العائلة هو الأكثر شيوعاً إذ بلغت النسبة الإجمالية في الردود 62 في المئة.

وأعقب ذلك ما يمكن اعتباره الجانب المحير بقدر أكبر والذي طرح بنفس المعدل (55 في المئة) من كل الشرائح العمرية المختلفة وهو أن يكون لدي “وقت لنفسي”.

الحاجة إلى الرفاهية

وللقليل من الرفاهية في الحياة أهمية أيضاً – لكنها تدعى رفاهية لسبب منطقي. فقد تبين أن تناول وجبات الطعام في الخارج أو طلبيات إيصال الطعام إلى المنزل يشعر 41 في المئة من الناس بأنهم “أثرياء”.

وحتى استخدام خدمات مثل نتفيكس وسبوتيفاي أو أمازون برايم جعل الحياة تبدو أكثر غنى بالنسبة إلى 33 في المئة، وخصوصاً بالنسبة لجيل الألفية عند 44 في المئة مقارنة مع 29 في المئة و23 في المئة بالنسبة إلى جيل إكس وجيل منتصف الأربعينيات من القرن الماضي على التوالي.

وشملت الآراء التي تجعل الناس يشعرون بالثراء قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية، وقدرتهم على تقديم مساعدة مالية للأصدقاء والعائلة، والاستيقاظ مبكراً في الصباح، ولا يتطلب بعض من هذه الأشياء توافر المال، إلى حد ما.

وأعرب جيل الألفية عن البعض من تفاؤل الشباب عندما تعلق الأمر بمستقبله المالي. وقال حوالي 64 في المئة من شريحة أعمار العشرينيات والثلاثينيات، إنهم يعتقدون بأنهم سوف يكونون أثرياء عند نقطة ما في حياتهم مقارنة مع 22 في المئة من جيل أربعينيات القرن الماضي.

وربما تساعد العادات المالية الأفضل على تحقيق ذلك نظراً إلى أن شريحة من جيل الألفية أكبر من جيل منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، قالت إنها تعيد موازنة محفظتها بانتظام – 49 في المئة مقارنة مع 43 في المئة على التوالي.

وشعرت النسبة المئوية ذاتها من جيل الألفية وجيل منتصف أربعينيات القرن الماضي (24 في المئة) بثقة تامة في بلوغ أهدافها المالية.

وتماشياً مع الكثير من الدراسات، التي طرحتها شركات الخدمات المالية، أكدت دراسة سشواب كيفية شعور الأشخاص الذين وضعوا خطة مالية بقدر أكبر من الاستقرار والتحكم بمصروفاتهم.

وعلى أي حال، قال 52 في المئة من جيل منتصف أربعينيات القرن الماضي، إنهم لا يملكون خطة لعدم وجود ما يكفي من المال للقيام بذلك.

وقال الأشخاص الذين اختاروا أسباباً “أخرى” لعدم وضع خطة مالية، إنهم “لا يثقون بالشركات المالية وخصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008″، أو تعرض المعلومات الخاصة بهم للسرقة من قبل مجرمين وليس في هذا مدعاة للرضا أو راحة بال”.

وعلى الرغم من ذلك، وفي هذه الأوقات المضطربة توجد بارقة أمل. فقد تبين من هذه الدراسة أن الحلم الأميركي بالثراء لم يتلاشى، فما زال جني المال هو في حقيقته مصدر نعمة، إذ أشار 49 في المئة من الذين شملتهم الدراسة إلى أن توفير المال واستثماره هما “السبيل إلى الثراء” فيما اعتبر 40 في المئة

“العمل الجاد” السبيل إلى ذلك، وطرح 11 في المئة فكرة الحظ في هذا الشأن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق