خارجية

تركيا طلبت مهلة أيام لحل «النصرة»

تتكثف التحضيرات لحسم مصير محافظة ادلب شمالي سوريا، دبلوماسيا او عسكريا، وسط تنامي المخاوف من اندلاع مواجهة كبيرة متعددة الاطراف في المنطقة المكتظة بالمدنيين والمقاتلين الذين يغلب على اكثرهم الطابع المتطرف. وامس طلبت تركيا مهلة من روسيا لحل جبهة النصرة التي تطلق على نفسها تسمية هيئة تحرير الشام، والتي ترفض الفكرة المطروحة عليها، وتتمسك بعقيدتها وجسمها العسكري الخاص بها.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر عسكري سوري أن تركيا طلبت التمهل حتى 4 سبتمبر او العاشر منه، ريثما تقنع جبهة النصرة بحل نفسها والاندماج مع بقية الفصائل، وبالتالي تجنيب إدلب أي عمل عسكري.
وفي وقت تستمر قوات النظام السوري باستقدام التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب في ريفها الغربي وفي حماة وخاصة في معسكر جورين، لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة، قال رئيس وفد المعارضة إلى مفاوضات استانة، أحمد طعمة إنه لا معلومات لديه حول مصير إدلب قبل مطلع الشهر المقبل، وإن الأمور الحالية لا تشير إلى أي خطر على الأقل خلال سبتمبر.

قمة ثلاثية في ايران
إلى ذلك، تتوجه الانظار إلى قمة رعاة استانة في تبريز في شمال ايران وليس في طهران، حيث أعلنت الرئاسة التركية عن زيارة مرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى إيران في السابع من سبتمبر المقبل، من أجل عقد قمة ثلاثية مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والروسي، فلاديمير بوتين، تتعلق بسوريا والتطورات الأخيرة. وهو ما ينافي الإعلان التركي السابق عن عقد قمة رباعية بين تركيا وفرنسا وألمانيا وروسيا بمدينة إسطنبول في الزمان نفسه المعلن كموعد لقمة تبريز.

تحذيرات دولية
وبحث الرئيس التركي امس في اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي آخر التطورات في ادلب، كما بحثت ماي بدورها الامر مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وقال البيت الأبيض ان ترامب وماي «لن يسمحا» بمواصلة الهجمات الكيماوية.
بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداد باريس لشن ضربات جديدة على سوريا، في حال استخدام النظام للأسلحة الكيماوية. وذكّر ماكرون، في خطاب أدلى به أمام السفراء الفرنسيين، بالضربات التي شنتها باريس بالتعاون مع واشنطن ولندن في أبريل الماضي ردا على الهجوم الكيماوي على دوما في غوطة دمشق الشرقية، قائلا: «سنستمر في التصرف بهذه الطريقة، إذا سجّلنا حالات مؤكدة جديدة لاستخدام هذا السلاح».
واعرب ماكرون عن مخاوفه من إمكانية اندلاع أزمة إنسانية في ادلب في حال الحسم العسكري. وفي ما يتعلق بمسألة انتقال السلطة، أعلن ماكرون أنه لا ينبغي على أي دولة الإملاء على السوريين بخصوص من سيحكمهم. واذ أشار ماكرون إلى أنه لم يصر على رحيل الرئيس بشار الأسد مقابل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، اضاف في الوقت نفسه أن بقاء الأسد في السلطة سيكون «خطأ فادحا».

الجبير والمعلم في موسكو
في وقت أعلن عن القمة الثلاثية في ايران، تشخص الانظار الى اتصالات شهدتها وستشهدها موسكو قبل هذا التاريخ حول الوضع في إدلب. فوزير الخارجية السعودي عادل الجبير يزور روسيا الاربعاء، كما ان وزير الخارجية السورية وليد المعلم سيقوم بزيارة الى موسكو هذا الشهر ايضا. وتشير هذه اللقاءات الى ان الروس يعملون لإيجاد تسوية في ادلب على غرار تلك التي قامت في الجنوب السوري، بحيث ينزعون فتيل اي مواجهة عسكرية دامية. ويبدو إن الجهود التي تضطلع بها موسكو تأتي بضوء أخضر اميركي، بموجب اتفاق هلسنكي الذي تريد منه واشنطن التزاما روسيا أكثر قوّة في مسألة إخراج الايرانيين والميليشيات التابعة لها.

تهويل روسي!
في غضون ذلك، استمرت وزارة الدفاع الروسية بالتهويل العسكري والتحذير من السيناريو الكيماوي في ادلب. وامس أعلنت الوزارة أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز وسائلها القادرة على إطلاق صواريخ مجنحة في منطقة الشرق الأوسط، موضحة أن هذه الإجراءات تتخذ في إطار استعدادات جارية للقيام باستفزاز كيماوي جديد ومفبرك. وأوردت الوزارة أن مدمرة «روس» الأميركية التي تحمل على متنها 28 صاروخا من طراز توماهوك، دخلت مياه البحر الأبيض المتوسط في 25 اغسطس، وأن مدى هذه الصواريخ يتيح للولايات المتحدة استهداف الأراضي السورية كلها، كما ذكرت أن مدمرة «ساليفانز» التي تحمل على متنها 56 صاروخا مجنحا دخلت مياه الخليج سابقا، بالإضافة إلى نقل قاذفة «بي 1-بي» الاستراتيجية التي تحمل 24 من صواريخ مجنحة من نوع «جو – سطح»، إلى قاعدة «العديد» الجوية في قطر.

المرصد: روسيا تكذب
في سياق متصل، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا باختلاق ما وصفه بالأكاذيب بهدف تبرير العملية العسكرية التي تحضر لها مع النظام وايران في إدلب. وقال المرصد إن وزارة الدفاع الروسية تركز في ادعاءاتها على أن المعارضة تنقل مادة الكلور تحضيراً لهجوم كيماوي، في حين أن شحنات الكلور التي وصلت إلى إدلب مخصصة لمحطات تصفية وتطهير المياه.
بدوره، أكد الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) أن النظام يسعى إلى تشويه صورته من خلال بث ادعاءات كاذبة، تزعم تعاونه مع جبهة النصرة لتنفيذ هجوم كيماوي.
إلى ذلك استأنفت قوات النظام قصفها المدفعي والصاروخي لمناطق في ريفي إدلب وحماة في انتهاك لاتفاق الهدنة الروسي التركي، وشمل القصف محيط بلدة كفرزيتا وقرية الصخر وبلدة اللطامنة وقريتي لحايا ومعركبة بالقطاع الشمالي من الريف الحموي.
وأصبحت إدلب رهينة جبهة النصرة وقادتها من المهاجرين والمصنفين ضمن التيار المتشدد، حيث رفض أبو اليقظان المصري، واسمه محمد ناجي حل الجبهة، وقال إن الجهاد هو الوسيلة الوحيدة التي يجب اتباعها في إدلب، وقال عبر تطبيق تلغرام إن «الحرب قرعت طبولها، وتزينت الحور لطلابها، واشتاقت الجنة لعشاقها». ومن جهته قال أبو الفتح الفرغلي، واسمه يحيى طاهر فرغلي، مصري الجنسية، إن الهيئة لن «تخضع لإملاءات الداعم ومشاريعه المشبوهة»، في اشارة إلى تركيا. اما أبو ماريا القحطاني والملقب بالهراري، نسبة إلى قرية هرارة العراقية، فقال في تعليق له على تلغرام ان ادلب ستكون مقبرة للغزاة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق