مقالات

كويتيات… في الزمن الكوروني ! … بقلم | يوسف عبدالرحمن

بقلم : يوسف عبدالرحمن
[email protected]

في الزمن الكوروني نحن أحوج ما نكون إلى ثقافة المعلومات لنقلها إلى عيالنا من أبناء هذا الجيل الكويتي الذي شهد جائحة كورونا، فماذا عن الكويت قبل نصف قرن؟

رحم الله الآباء والأجداد الذين بنوا هذه الكويت من الصفر، وعلينا نحن أصحاب القلم من الجيل المخضرم أن ننقل إلى الأبناء صورة من المجتمع الكويتي قبل نصف قرن، يوم كانت الكويت في بداياتها، ونحمد الله عز وجل أن مجموعة من مؤرخي الكويت التفتوا إلى أهمية كتابة التاريخ وتدوينه في كتبهم، حيث سيجد القارئ الكثير من المعلومات هي حصيلة ذكرهم لها في كتبهم القيمة منذ أن عرفت الكويت قديما باسم القرين، والتسمية بالقرين أو بالكويت هي تصغير لكلمتي (قرن وكوت)، والقرن يعني التل أو الأرض العالية، وجمع الكوت: أكوات، والكوت أو القلعة أو الحصن معناه في لغة أهل الجنوب والبلدان المجاورة (البيت) المبني على هيئة قلعة أو حصن، وأن يكون قريبا من مصادر المياه الصالحة للشرب، ويطلق مؤرخو الجزيرة العربية هذه التسمية على الحصون المنفردة والمدن ذات القلاع والأسوار.

أيضا المنطقة التي تضم حدود الكويت شمالا وتُعرف قديما باسم كاظمة، والتي ورد ذكرها ضمن كتب المؤرخين والأدباء والشعراء والجغرافيين العرب القدماء أمثال ياقوت الحموي والقلقشندي وأبي عبيد البكري والشريشي شارح مقامات الحريري.

الكويت بلد عريق يعود إلى ما قبل التاريخ الميلادي، وقد عرفت عدة حضارات في أمكنة مختلفة منها فترة الهيلينستيون في منطقة (تل خزنة) بجزيرة فيلكا، وما كتب على حجر ايكاروس الموجود في متحف الكويت لأن الإغريق أقاموا في جزيرة فيلكا لمدة قرنين، كما جرت معركة ذات السلاسل التي انتصر فيها العرب على الفرس بقيادة خالد بن الوليد، وفيها أيضا ما ذكر أن تغلب المنذر بن ماء السماء على الحارث الكندي في منطقة (وارة) جنوب العاصمة.

في عام 1752 تقريبا تمت مبايعة صباح بن جابر كأول حاكم من آل الصباح.

ويذكر الرحالة الدنماركي (كارتن نيبور) اسم الكويت تحت اسم القرين إلى جانب الكويت، وأن عدد سكانها عشرة آلاف نسمة ويملكون ثمانمائة سفينة، وانهم يعيشون على التجارة وصيد السمك والغوص على اللؤلؤ.

من الأحداث التي مرت بإمارة الكويت وشكلت تاريخها قبل الاستقلال ما يلي:

– معركة الرقة البحرية.. انتصر فيها الكويتيون على سفن بني كعب في سنة 1783.

– تفشي وباء الطاعون في الكويت وقضائه على معظم سكانها في عام 1773م.

– حادثة الطبقة نتيجة إعصار مدمر بين سلطنة عمان والهند عام 1872م.

– سُكت أول عملة كويتية نحاسية في الكويت في عهد الشيخ عبدالله الصباح الثاني سنة 1886م.

– تم استحداث أول مطار في عام 1928م.

– في عام 1930 تأسست بلدية الكويت.

– في عام 1945 أنشئ في القاهرة (بيت الكويت) للإشراف على بعثات الكويت الطلابية.

– تأسست أول مطبعة في الكويت سنة 1947م.

– في عام 1951م انطلق صوت إذاعة الكويت لأول مرة.

– في عام 1961م أصبح الدينار الكويتي العملة الرسمية بدل الروبية الهندية.

– في عام 1961 أيضا تم إلغاء المعاهدة ما بين الكويت وبريطانيا التي وقعت في 23 يناير 1899م.

– أول انتخابات نيابية جرت في 23 يناير 1963م.

– انضمت الكويت إلى جامعة الدول العربية في 20 يوليو 1961م.

– في عام 1963 انضمت الكويت إلى منظمة الأمم المتحدة.

– في جائحة كورونا 2020 – 2021م أجريت الانتخابات النيابية وتشكلت حكومتان إلى جانب بعض التعديلات الوزارية واستقالة العديد من أصحاب المناصب برتبة وزير بعد مرسوم عدم التجديد لمن أمضى منهم أربع سنوات في هذه الدرجة.

٭ ومضة: تتكون الكويت الجميلة من مناطق وكل منطقة لها تسمية، وكل منطقة فيها (فرجان) وهي جمع «فريج» وهو عبارة عن حارة أو حي به مجموعة من البيوت والمنازل المتجاورة، وكان يُطلق على هذا الفريج اسم أكبر عائلة موجودة أو أقدمها مثل فريج (سعود، غنيم..).

اليوم يقول الكثير في الكويت (العميرية) وهذا النطق غلط، فهي (العُمرية) نسبة إلى الفاروق الخليفة الثاني رضي الله عنه وأرضاه، ولا يجوز أبدا تصغير «عمر».

٭ آخر الكلام: الذهب وتهريبه من وإلى الكويت والهند له قصص عجيبة، ولا أعتبر هذا تجارة، لأن العملية تتم عبر عمليات تهريب، وكان موجود الـ (صاغة) ممن يعملون بالذهب، وكان يهرب بالخياش (أكياس العيش)، وكان في الكويت سوق للصاغة عند مسجد العبدالجليل، وكانت أهم المشغولات اليدوية: الخناجر، والخواتم، وزينة الصدر: المرتهش والبقمة والمزمط، وزينة الرأس: الهامة والظفاير، السروج، وزينة الأقدام: الحجول والشواهد، وزينة الخصر: حزام يُرتدى على وسط الجسم، كما أن للخشم زينة تسمى خزامة، وزينة الأذن التراچي، وهي أنواع، وتسمى كف البطة!

٭ زبدة الحچي: أعظم حدث مر على الكويتيين هو ما نسميه: «التثمين»، حيث نقل هذا التثمين (أهل الديرة) من المناطق الداخلية إلى المناطق المحيطة، فتم بناء مساكن وبيوت ومنازل حديثة من طوابق، ومما يذكر في هذا الصدد ما كتبه أحدهم عن هذا «التثمين» وهي قصيدة طويلة اخترت لكم أبياتا منها تقول:

البارحة جفن الخطا جاب مابه

عفت الكرى يوم الملا هاجعيني

من شوفتي للدار راحت خرابة

حتى الحصى شالوه ما بقى شيني

صوت وسط الدار ما أوحيت جابه

إلا «الكلكتر» صوتها له رنيني

دار بها شبابنا والقرابه

ما كنهم داجوا بها سعتيني

في ظل شيخ كل شيخ يهابه

سبع الجزيرة مزبن الخايفيني

مبارك صليب الرأي من جنابه

للشعب والاسم للمعتديني

كم شيخ قويم يشكي صوابه

من فعل أخو مريم روا السنيني

في أمان الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق