تشير الأبحاث الجديدة إلى إمكان تسبّب بكتيريا معينة في حليب البقر ولحم البقر بالتهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأشخاص المهيئين وراثياً للإصابة به. وقد تكون البكتيريا المذكورة السبب المشترك للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون على حد سواء، وهما مرضان إلتهابيان يؤثران في ملايين الناس حول العالم.
وقائع ومعلومات
ما هي القواسم المشتركة بين التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون؟ إضافة إلى كونهما إلتهابيان، القواسم المشتركة كثيرة جداً، وهذا ما أثبتته أبحاث جديدة نُشرت في مجلة الحدود في علم الأحياء الخلوي والعدوى.
فلكلا المرضين خلفية جينية مماثلة. وغالباً ما تستخدم مثبطات مناعة مماثلة لعلاجهما، لأن كلاهما يشكل جزءاً من مجموعة اضطرابات المناعة الذاتية.
أدهشت هذه التشابهات مؤلّفي البحث الجديد، وهم: اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة سنترال فلوريدا صالح ناصر، وطبيب أمراض الروماتيزم في الجامعة نفسها شازيا بيغ، والمرشح للانضمام إلى فريق العلوم الطبية الحيوية في كلية الطب التابعة للجامعة عينها الدكتور روبرت شارب.
ويقول ناصر: “لدينا هنا مرضان إلتهابيان، يؤثر أحدهما في الأمعاء والآخر في المفاصل، وكلاهما مرتبطان بالخلل الجيني نفسه ويعالجان بالأدوية نفسها. فهل المسبّب واحد؟ أثارنا هذا السؤال، فقررنا التحقيق في الأمر.”
طفرة جينية
حلّل الباحثون عينات سريرية لـ100 شخص مصاب بإلتهاب المفاصل الروماتويدي، وكان 78٪ من هؤلاء يتشاركون مع مرضى كرون طفرة جينية في جين يحمل اسم PTPN2 / 22.
ومن بين المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي وبالطفرات الجينية، كان 20% أيضاً يحملون البكتيريا المعنية.
ويشرح الدكتور صالح ناصر الأمر على الشكل التالي: “نحن نعتقد أن خطر الإصابة بإلتهاب المفاصل الروماتويدي يرتفع بشكل كبير لدى من ولدوا مع هذه الطفرات الجينية والذين يتعرضون في وقت لاحق للبكتيريا المعنية من خلال استهلاك الحليب أو اللحوم الملوثة”.
ويعلّق بيغ: “نحن لا نعرف سبب التهاب المفاصل الروماتويدي، لذلك نحن متحمّسون لاكتشافنا الرابط هذا، ولكن الطريق ما زالت طويلة أمامنا طبعاً”.
أبحاث سابقة
في أبحاث سابقة، اكتشف ناصر وجود علاقة بين البكتيريا المعنية ومرض كرون. فكان من الطبيعي أن يتساءل عمصصا إذا كانت هذه البكتيريا مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
ويشارك ناصر حالياً في تجربة سريرية تحقّق في ما إذا كان بالإمكان علاج مرض كرون بالمضادات الحيوية أم لا. فإذا ثبت أن البكتيريا المعنية مرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي أيضاً، قد يصبح علاج هذه الحالة بالمضادات الحيوية المصمّمة خصيصاً لاستهداف هذه البكتيريا ممكناً أيضاً.
أبحاث مستقبلية
يؤكّد المؤلفون: “نحتاج الى معرفة سبب وجود هذه البكتيريا لدى هؤلاء المرضى.
هل هو إصابتهم بالتهاب المفاصل الروماتويدي، أو أن البكتيريا هي ما سبّب الالتهاب؟ إن تأكدنا من ذلك، يمكننا توجيه العلاج نحو البكتيريا المذكورة”.
وينوي الباحثون إجراء مزيد من الدراسات للتأكد من النتائج التي توصّلوا إليها.
وهم يخططون كذلك لدراسات تتناول أشخاصاً من بلدان وأعراق مختلفة.
