محليات

تداعيات إعلانات القبلية مستمرة

استمرت تداعيات إعلانات التهنئة ودعوات الارشاد الطلابي لابناء القبائل، التي حملت صبغة قبلّية، في حين لاقى تجاوب جامعة الكويت باصدارها بياناً رافضا لهذه الظاهرة، استحسان الكثيرين الذين اعتبروها خطوة حميدة وغير مسبوقة بالتفاعل سريعا مع الاحداث الجامعية، بعهد وزير التربية ووزير التعليم العالي د.حامد العازمي والادارة الجامعية وقيادات الامانة العامة للجامعة، الى جانب اتخاذ اجراءاتها الرادعة تجاه الطلبة المتسببين بذلك.
وأكد مدير الجامعة د.حسين الأنصاري أنه تم توجيه عميد شؤون الطلبة لاتخاذ اللازم نحو إحالة جميع الطلبة المتسببين إلى لجنة النظام الطلابي بالجامعة، مؤكدا ان اللجنة ستتخذ الإجراءات وتطبيق اللوائح المنصوص عليها بهذا الخصوص.
وبين الانصاري في تصريح صحافي امس حرص الجامعة وهيئتها الأكاديمية على نبذ جميع مظاهر القبلية والطائفية والفئوية بكل صورها داخل أسوار الحرم الجامعي وخارجه.

تكريس الفئوية
واستنكر ما جرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من إعلانات يستخدمها بعض طلبة الجامعة التي تكرس القبلية والفئوية بهدف جذب الخريجين الجدد من الثانوية العامة واستقطابهم كما تثير الفرقة بين طلبة الجامعة، معتبرها انتهاكاً واضحاً لسياسة الجامعة، ومخالفة اللوائح والنظم الجامعية.

غرس الوطنية
وشدد على أن جامعة الكويت تعمل جاهدة على غرس وتعزيز مفهوم الوطنية وقيم المواطنة والتسامح والانتماء للوطن ونبذ جميع المظاهر الدخيلة والسلبية التي تدعو إلى الطائفية والقبلية والفئوية بين الأوساط الطلابية والجسد الأكاديمي، مشيراً إلى أن الجامعة باشرت باتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم وفقاً للوائح والنظم الجامعية.
ودعا الانصاري جميع خريجي الثانوية العامة إلى أخذ جميع المعلومات الخاصة بشروط القبول في الجامعة من مصادرها الرسمية والموثوقة والمتمثلة في عمادة شؤون الطلبة وعمادة القبول والتسجيل ومكاتب التوجيه والإرشاد المتواجدة في جميع الكليات الجامعية.

المغردون غاضبون
وفي السياق ذاته، استمر المغردون بتداول الاعلانات القبلية على شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي على مدار الايام الماضية، داعين الى وقفة جادة نحو ايقاف هذه الممارسات ووأدها بالمهد حتى لا تسهم في تمزيق الوحدة الوطنية.
حيث غرّد استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.عبدالله الشايجي عبر حسابه في تويتر قائلاً: «يجب تحرك إدارة جامعة الكويت واتخاذ إجراءات رادعة لهذه الظاهرة الدخيلة لتكريسها القبلية والفئوية والتكسب الانتخابي بعدما وصلت جرأتهم إلى وضع شعار الجامعة في إعلانات تهنئة قبائلهم بتخرج أبنائهم-والقيام بأعمال عمادة القبول والتسجيل- التي مهمتها تقديم الإرشاد للطلبة المستجدين».
وعقّب استاذ علوم الحاسوب بجامعة الكويت د.أحمد المنيس على هذه الاعلانات عبر حسابه بالقول: «الوضع يتفاقم من سيئ إلى أسوأ وجرأة البعض وصلت به إلى تكريس المفاهيم الفئوية والفزعات القبلية بين الشباب على حساب تماسك كيان الدولة».
بدورها، غردت رئيسة مجلس ادارة لوياك فارعة السقاف بالقول: «لا ينبغي أن نكتفي بقرع الجرس للحكومة، حماية الوطن والتصدي لمحاولة تفكيكه هي مسؤوليتنا جميعاً أفراداً ومؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية الواعية وحتى شركات القطاع الخاص علينا أن نتحرك قبل أن تتلاشى».

تحرُّك عاجل
من جهتها، دعت د.فاطمة العبدلي في حسابها الى تحرك عاجل تجاه وقف هذه السلوكيات اذا كانت الاعلانات غير ملفقة مغردة: «إذا هذه الإعلانات حقيقية وغير ملفقة! ولم تتحرك الدولة فوراً لإيقاف هذه السلوكيات؛ فإن منظومة الديموقراطية وتكافؤ الفرص والحقوق المدنية والواجبات المؤسسية تقع في دائرة المخاطر الاستراتيجية للمنظومة التعليمية والتربوية!».
من جانبه، طالب رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت د.ابراهيم الحمود بمحاسبة من يدعو إلى القبلية والطائفية والحزبية في الجامعة مستغلاً حاجة الطلبة إلى الإرشاد، معتبرا هذه الاعلانات من أعمال هدم المجتمع وتفتيت الوحدة الوطنية ودعوة صريحة للتمرد على الدولة ومؤسساتها ووحدتها.

«الإخاء الوطني»: إرساء دولة القانون

شددت جمعية الإخاء الوطني على ضرورة إرساء دولة القانون والدستور ومنع الفئوية بكل أشكالها.
وقالت الجمعية في بيان لها امس إنها تابعت بقلق شديد ما أثارته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول الإعلانات المنشورة الموجهة لخريجي الثانوية العامة، وقيام بعض الأفراد والجهات بنشر بعض إعلانات تكرس القبلية والطائفية البغيضة وتثير الفرقة والانشقاق بين الشباب الجامعي تحت ذريعة تقديم خدمات الارشاد والتسجيل للطلبة المستجدين.
واعتبرت الجمعية في بيانها الذي حصلت القبس على نسخة منه هذه التصرفات «هي خطوة معاكسة لكل الجهود الوطنية المبذولة والصادقة التي تدعو إلى مناهضة كل أشكال التمييز بين المواطنين منذ تحول الكويت لدولة مؤسسات في عام 1962 والتي ترتكز على مفهوم المواطنة والمساواة وبث قيم المحبة والتسامح والإخاء الوطني وإرساء قيم دولة المؤسسات والدستور والقانون ونبذ الممارسات القبلية والطائفية والحزبية».
ودعت الجمعية في بيانها جامعة الكويت والجهات الحكومية ذات العلاقة إلى القيام بواجباتها الوطنية للحد من هذه الممارسات غير المسؤولة التي تكرس القبلية والطائفية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كما تدعو الجمعية ادارة جامعة الكويت المتخصصة وكلياتها العلمية ذات الصلة إلى معالجة هذا السلوك الخطأ والممارسات المرفوضة.

جمعية التدريس: إرشاد الطلبة حسب القبيلة والطائفة مخالف للقانون

أكد رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت د. ابراهيم الحمود، أنه بات من اللازم والواجب محاسبة من يدعو إلى القبلية والطائفية والحزبية في الجامعة، مستغلا حاجة الطلبة إلى الإرشاد عند تقدمهم للالتحاق بالجامعة.
واعتبر الحمود في تصريح صحافي أن قيام مجموعة من الأفراد بعمل دعاية لتقديم خدمات لخريجي الثانوية العامة لتسهيل أعمالهم في الجامعة تحت مسميات قبلية أو تخصيص تلك الخدمات لأبناء قبيلة معينة، هو من أعمال هدم المجتمع وتفتيت الوحدة الوطنية ودعوة صريحة للتمرد على الدولة ومؤسساتها ووحدتها.
وأكد ان الدعوات لتقديم المساعدات والارشاد بناء على القبيلة أو المذهب او ما شابه، هي دعوات عنصرية تخالف أحكام القانون وأحكام النظام الطلابي بالجامعة، كما أن هذه المخالفات تشكل جريمة تأديبية إن كان من قام بالإعلان طالب جامعي، أما ان كان من قام بالإعلان من خارج الجامعة فإنه يكون قد ارتكب جرائم جنائية تستوجب إحالته لجهات التحقيق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق