الشباب

المعارض الإيراني حمزة غالبي لفرانس24: ما يحدث في إيران لا يرقى إلى ثورة والشباب ليس تحت تأثير الربيع العربي

اعتبر حمزة غالبي الإيراني المقيم في فرنسا والذي يقدم نفسه على صفحته في تويتر كـ”معارض إيراني في المنفى”، في حوار هاتفي مع موقع فرانس24، أن ما يحدث في إيران منذ يوم الخميس 28 كانون الأول/ديسمبر 2017، هو في الواقع احتجاجات عفوية ذات أبعاد اقتصادية. واستبعد غالبي أن تكون هذه المظاهرات بحجم “ثورة”، مؤكدا أنها ستهدأ بعد بضعة أيام وموضحا أن الشباب الإيراني يحمل نظرة سلبية تجاه “الربيع العربي”.
حمزة غالبي (35 سنة) هو معارض إيراني مقيم في فرنسا بصفته لاجئا سياسيا وذلك منذ سنة 2010، ويعمل حاليا استشاريا متخصصا في الشؤون الإيرانية. وكان في السابق الناطق باسم الشباب الداعم للمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي خلال حملته للانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009. والحركة الاحتجاجية الحالية أسفرت حتى الآن عن نحو 20 قتيل ومئات المعتقلين، وهي الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009، والتي قمعتها السلطات بعنف.

طرحنا على غالبي عددا من الأسئلة حول خلفيات وأبعاد المظاهرات التي تشهدها حاليا هذه الدولة النفطية العضو في منظمة “أوبك” والتي يرأسها حسن روحاني. وكان روحاني الذي انتخب لولاية ثانية في أيار/مايو الماضي، قد ساهم في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد.

فرانس24: ما هي خلفيات الاحتجاجات التي تشهدها إيران؟

حمزة غالبي: “الاحتجاجات التي تشهدها بعض المدن في إيران هي في الأساس ذات خلفيات اقتصادية، وبحسب رأيي، فإن الأسباب التي دفعت الإيرانيين إلى التظاهر هي تحديدا ارتفاع الأسعار، الفساد، وعدم المساواة في توزيع الثروات وخاصة النفطية منها”، كما أضاف غالبي: “في الواقع، القضية اقتصادية، رغم رفع بعض الشعارات السياسية خلال هذه الاحتجاجات… في إيران، هناك تمييز وخلل في توزيع الثروات بين مختلف الفئات الاجتماعية المكونة للمجتمع الإيراني”.

فرانس24: من هي الفئات المستفيدة من الريع النفطي لإيران؟

حمزة غالبي: “هناك بعض الجهات النافذة داخل النظام في إيران تستفيد من مزايا متعددة، كما هناك أيضا فئات قريبة من النظام تستفيد من الثروة الإيرانية على حساب باقي فئات الشعب”.

فرانس24: هل تلعب جهات خارجية دورا في الاحتجاجات الإيرانية؟

حمزة غالبي: “الاحتجاجات في إيران هي حركة عفوية ولم يتم التحضير لها مسبقا… هناك محاولات أمريكية وإسرائيلية للتدخل لكنها عديمة التأثير، فمن مصلحة هذه الجهات زعزعة استقرار إيران طبعا”.

فرانس24: هل تأثر الشباب الإيراني بالاحتجاجات التي شهدتها دول عربية منذ 2011؟

حمزة غالبي: “الشباب الإيراني له نظرة سلبية بالنسبة للاحتجاجات التي شهدتها الدول العربية… الإيرانيون لا يريدون رؤية سوريا أو ليبيا جديدة في بلادهم، لكنهم برغم كل شيء يعبرون عن غضبهم… هذه الاحتجاجات لن تستمر طويلا… أنا أرى أن ما يحدث في إيران حاليا هو مجرد تعبير شعبي عن حالة الغضب والإحباط، وهو لا يرقى إلى الثورة”.

وكانت الاحتجاجات في إيران قد اندلعت الخميس في مدينة مشهد (شمال شرق) ثاني أكبر المدن الإيرانية، وشارك فيها المئات للتنديد بتفشي البطالة وارتفاع الأسعار.

لكن سرعان ما اتسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مدنا أخرى بينها العاصمة طهران واكتست بعض الشعارات طابعا سياسيا فاحتجت على تدابير التقشف التي اتخذها روحاني مثل خفض الموازنات الاجتماعية أو رفع أسعار المحروقات، في حين خرجت مظاهرات أخرى داعمة للحكومة في نفس المدن والمناطق التي شهدت احتجاجات ومنها مشهد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق