خارجية

الكويت وأمريكا تتقاسمان تاريخًا طويلًا من الصداقة والتعاون

تشكل زيارة حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى الولايات المتحدة الأمريكية حدثا مفصليا في ضوء العلاقات المتميزة والشراكة القوية الوثيقة التي تربط البلدين في مختلف المجالات.
ومن المقرر أن يجري سمو أمير البلاد مباحثات رسمية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن غدا الاربعاء تتناول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبهذه المناسبة قالت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير لها انه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الكويت والولايات المتحدة والبلدان يتمتعان بتاريخ طويل من الصداقة والتعاون المتأصل في “القيم المشتركة والتقاليد الديمقراطية والمؤسسات”.
ويقول التقرير إن دولة الكويت “شريك أساسي في مكافحة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)” وهي أيضا “شريك مهم في جهود مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة بما في ذلك الجهود الرامية إلى منع تمويل الجماعات الإرهابية”.
وأشار في هذا الصدد إلى الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي التي عقدت في واشنطن في سبتمبر 2017 برئاسة أمريكية – كويتية مشتركة وهو الحوار الذي يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات منها الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والتعليم وفي القطاع القنصلي وقطاع الجمارك وحماية الحدود.
وبينت الخارجية الامريكية في تقريرها أن الحوار الاستراتيجي يساعد على تعزيز التعاون في مجالات “أكبر فائدة عملية” لحكومتي وشعبي البلدين.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) قال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت “قوية للغاية” حيث أن الكويت واحدة من “أهم الشركاء” للولايات المتحدة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين وهو ما يتضح من خلال استعداد الكويت طويل الأمد لاستضافة قواعد عسكرية أمريكية متعددة وآلاف من القوات الأمريكية”.
وأضاف أن الكويت “لطالما كانت شريكا مهما للأمن الإقليمي” مشددا على “أننا مستمرون في إحراز التقدم معا في المبادرات المهمة التي تم القيام بها خلال زيارة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الأخيرة إلى البيت الأبيض والحوار الاستراتيجي الذي عقد العام الماضي لمعالجة عدد من القضايا المهمة المتعلقة بمجالات الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والتعليم”.
علاوة على ذلك أشار المسؤول إلى أن الكويت “لعبت أيضا دورا محوريا في الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل الأزمة الخليجية” مثمنا “مشاورات الكويت بشأن العديد من القضايا المهمة التي تعرض على مجلس الامن الدولي”.
وشدد على أن الكويت “ردت أيضا على خطاب الرئيس (الامريكي دونالد) ترامب في الرياض العام الماضي مع التزامات أكبر بمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف”.
وقال المسؤول “ان الكويت تقوم باستثمارات مهمة بالنسبة للاستقرار الاقليمي وهي (قائد إنساني عالمي) وتقدم بسخاء مساعدات بالغة الأهمية للاجئين في أنحاء المنطقة وللدول المستضيفة”.
من جانبه قال كبير زملاء ومدير مركز شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط جيرالد فايرستاين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت “قوية منذ سنوات عديدة”.
وأكد أن هذه العلاقات القوية بين البلدين هي “انعكاس للتوقعات المشتركة لكل منهما فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ولا سيما الوضع في سوريا والعراق حيث لعبت الكويت دورا إيجابيا للغاية”.
وسلط الضوء على “الدور المهم الذي لعبته الكويت في محاولة تعزيز الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في العراق حيث بادرت الكويت بإجراءات إيجابية للغاية لمحاولة دعم العراق ومساعدته” قائلا إن الكويت “رائدة” في هذا الصدد.
وأضاف فايرستاين “نفس الشيء في سوريا حيث كانت الكويت شريكا مهما لنا في التحالف لمحاربة التطرف العنيف وأيضا في العراق وسوريا وفي المساعدة ومحاولة تحقيق استقرار لأوضاع الشعب السوري”.
وشدد على أنه “على الدوام نرى الكويت تحرز تقدما وهو دور ظلت تلعبه لسنوات عديدة” وأن الكويت “لطالما تقدمت ولعبت دورا إيجابيا في المنطقة وهو موضع تقدير كبير هنا في الولايات المتحدة”.
من جانبها قالت الدكتورة كريستين سميث وهي متخصصة في شؤون الكويت بمعهد دول الخليج العربي ل(كونا) إن العلاقات بين الكويت والولايات المتحدة “ما زالت قوية كما يتضح من الحوار الاستراتيجي المستمر بين البلدين منذ عام 2016”.
وأضافت ان التعاون بين البلدين “يمتد من التجارة إلى الأمن مع أهمية التعاون الثنائي في مجالات الاستثمار والدفاع لكلا البلدين” موضحة أن الكويت “أظهرت أيضا قيادة في تنسيق المساعدات الإقليمية لإعادة إعمار العراق”.
بدوره أكد ديفيد بولوك زميل معهد واشنطن الذي يركز على الحراك السياسي في بلدان الشرق الأوسط ل(كونا) ان الكويت والولايات المتحدة “شريكان قويان وبخاصة” منذ تحرير الكويت من الغزو العراقي في عام 1991.
وأضاف “حاليا وأكثر من أي وقت مضى تمثل الكويت رصيدا مهما بالنسبة للولايات المتحدة سواء بوصفها مصدرا كبيرا للطاقة العالمية أو كحصن ضد الإرهاب وعدم الاستقرار “العنيف” في المنطقة”.
واكد بولوك “ان الولايات المتحدة تقدر ايضا جهود الكويت” في المنطقة بما في ذلك “من خلال استضافة مساعدات كبيرة واستثمارات ومؤتمرات او مفاوضات تتعلق بسوريا والعراق واليمن وقضايا مهمة أخرى”.
كما عقدت غرفة التجارة الأمريكية وغرفة تجارة وصناعة الكويت بالتعاون مع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية في سبتمبر الماضي أول منتدى اقتصادي أمريكي – كويتي من نوعه لتعزيز العلاقة التجارية والاستثمارية بين البلدين وذلك بالتزامن مع زيارة سمو امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي هذا الصدد قال نائب رئيس شؤون الشرق الأوسط في غرفة التجارة الأمريكية ستيف لوتس ل(كونا) إن العلاقات الاقتصادية بين الكويت والولايات المتحدة “لها مستقبل واعد”.
وسلط الضوء على منتدى العام الماضي مشيرا إلى أننا “واصلنا البناء على هذا الزخم من خلال سلسلة من الأنشطة لتثقيف الشركات الأمريكية حول الفرص التجارية والاستثمارية في الكويت”.
وأضاف “في الوقت الذي ندعم فيه بقوة العلاقات القوية القائمة بين البلدين في قطاعات الطاقة والتمويل والدفاع فإننا نحرص على رؤية شراكات جديدة وتعاون أكبر في القطاعات الاقتصادية الجديدة مثل الصحة والشبكة العنكبوتية والتجارة الإلكترونية”.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالبيت الأبيض غدا الأربعاء خلال “زيارة عمل” يقوم بها سموه هي الثانية من نوعها.
وكان ترامب أكد في العام الماضي خلال لقائه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والكويت تتمتعان ب”شراكة قوية ودائمة”.
واعترف “بمساهمات الكويت المهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي” ووجه لها الشكر ل”قيادتها الإنسانية وشراكتها في مكافحة وتدمير (داعش)”.
وأكد أن “التعاون القائم بين الولايات المتحدة والكويت أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق