محليات

الطلاق يعصف بالمجتمع.. والجامعيون بالصدارة

إحصائيات «المعلومات المدنية»: 322 ألف عازب كويتي.. من الجنسين

يعصف الطلاق، عاما بعد عام، بالمجتمع الكويتي في ظل تقارير واحصائيات رسمية، تصدر سنويا وتدقّ ناقوس الخطر، مع غياب شبه تام للاجراءات الحكومية لوقف هذا الانهيار الاجتماعي المتتابع، والحد من آثاره السلبية، لا سيما بين الكويتيين أنفسهم.
وأعرب مختصون عن قلقهم من تزايد وتيرة الطلاق في المجتمع، وما يشكله من خطورة بالنظر إلى صغر حجم هذا المجتمع، قياساً بالمجتمعات المحيطة، حيث تصل حالات الطلاق الى النصف تقريبا بالقياس الى حالات الزواج، ما ينبئ بوتيرة مخيفة جدّاً تهدد تماسك المجتمع.
وتتزايد الخطورة عند النظر الى احصائيات حديثة، تشير الى أن أعلى نسبة من حالات الطلاق كانت بين حمَلة المؤهلات الجامعية.

ارتفع عدد المطلقين في الكويت، وفق آخر احصائيات هيئة المعلومات المدنية، ليبلغ نحو 92 الفاً و600 مطلق ومطلقة بنهاية يوليو الماضي، بعد ان كان خلال العام الماضي نحو 86 ألفا فقط.
وكشفت احصائية الحالة الزواجية الصادرة مؤخرا عن الهيئة ان عدد المطلقين الكويتيين من الجنسين ارتفع الى 64 الفاً و600 مطلق ومطلقة، وبلغ عدد المطلقات المواطنات ضعف المطلقين الذكور، حيث بلغ عددهن نحو 44 الفا و400 مطلقة، والذكور نحو 20 الفا و200 مطلق.
وبيّنت الاحصائية ان اجمالي عدد الارامل من الجنسين في البلاد انخفض من نحو 41 الف أرمل سابقا، ليبلغ نحو 38 الفا و400، منهم 28 الفا و500 كويتيين، اغلبهم اناث.
وسجل عدد الارامل المواطنات انخفاضا بدوره، فبعد ان كان نحو 29 الفا في العام الماضي بلغ وفقا للاحصائية الاخيرة نحو 25 الفا و400 ارملة، اي ما يفوق 8 اضعاف الكويتيين الذكور الارامل وبلغ عددهم نحو 3 آلاف فقط.
وبلغ عدد المتزوجين في البلاد نحو 2.09 مليون متزوج ومتزوجة، منهم نحو 483 الف كويتي، بالمناصفة تقريبا بين الذكور والاناث، ونحو 1.6 مليون غير كويتي.
وبناء على الاحصائية ارتفع عدد العزاب في البلاد من 1.39 مليون في العام السابق؛ ليبلغ نحو 1.42 مليون منهم نحو 322 الف كويتي، و1.09 مليون غير كويتي.
وبلغ عدد غير المتزوجين الكويتيين الذكور نحو 170 الفا، في حين بلغ عدد الاناث منهم 152 الفاً.

طلاق المثقفين
في غضون ذلك، اظهرت الإحصائية السنوية لوزارة العدل أن المثقفين هم الأكثر طلاقاً في الكويت، حيث بينت الأرقام الصادرة عام 2017، أن الحاصلين على شهادات جامعية لا تستمر حياتهم الزوجية طويلاً، بينما أصحاب الشهادات المتوسطة هم أكثر المتشبثين بالزواج وتحمل ضغوطات الحياة.

اعلى نسبة
وأكدت الإحصائية أن نسبة المتزوجين من حملة المؤهل الجامعي تصل الى %35، يليهم اصحاب المؤهلات الثانوية بـ%24 وحملة المؤهلات المتوسطة بـ%18.6، وان اعلى نسبة طلاق للأزواج (الذكور) كانت للجامعيين بـ%27.8 يليهم حملة المؤهلات المتوسطة بـ%14.3.
ولم يختلف أمر الطلاق لدى الإناث عن الذكور، حيث كانت النسبة الأعلى بين الجامعيات بـ%33.7، ثم حملة الثانوية بـ%24 وحملة الدبلوم بـ%21.2 من إجمالي الحالات.

مقارنات غير دقيقة

عن نسب الطلاق في الكويت، قال عميد كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة حمود القشعان إن «أغلبية النسب والمقارنات مع دول خليجية أخرى غير دقيقة، ولا تعتمد في احتسابها على أسس علمية دقيقة»، موضحاً أن «بعض المقارنات تأخذ عدد المتزوجين في عام محدد مقابل عدد المطلقين في العام ذاته».
وأضاف أن «نسب الطلاق في الكويت لا تتجاوز %6، وفقاً لبيانات محكمة الأحوال الشخصية السنّية والجعفرية»، ودعا إلى «تأهيل الأبناء للزواج، وجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية قبل الانخراط في المشروع الأسري».

أقصاها 5 سنوات!

ترتفع نسبة حالات الطلاق لمن بلغت مدة حياتهم الزوجية من سنة إلى أقل من 5 سنوات الى %8.2 من إجمالي الحالات، تليها حالات من تصل مدة حياتهم الزوجية إلى أقل من سنة بـ%20.7، وتقل كلما زادت مدة الحياة الزوجية.

مجتمع شبابي

يبلغ عدد الكويتيين بين 30 و34 عاماً 103 آلاف و206، فيما يبلغ عدد من هم بين 25 و29 عاماً 114 ألفاً و210، وبين 20 و24 عاماً 131 ألفاً و417 مواطناً، بحسب إحصائية للهيئة العامة للمعلومات المدنية.

عزوف عن الزواج

حذّر مختصون من تفاقم ظاهرة العزوف عن الزواج بين الشباب الكويتي في ظل تعدد أسبابها.
وبلغت النسبة %31 ممن بلغوا 30 عاماً وأكثر، و%22 لدى الفتيات، وفق دراسة لعميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت حمود القشعان، أجريت في وقت سابق من العام الجاري.
وكشفت الدراسة عن زيادة في العزوف عن الزواج، مقارنة بدراسة أجراها القشعان أيضاً عام 2017، وأظهرت أن نسبة العزوف بين الإنات بلغت %19، بينما بلغت بين الذكور %31.
ولهذه الظاهرة، وفق المختصين، أسباب عديدة، منها: غلاء المهور، وارتفاع تكاليف حفلات العرس، وأزمة السكن، والرغبة في تحقيق طموحات، وتنامي الأنانية، فضلاً عن وسائل التواصل.
وقال القشعان إن «أول أسباب العزوف الإرادي لدى الذكور هو أنهم لم يحققوا طموحاتهم. أما الإناث، فالسبب يتمثل في عدم تقدم فارس الأحلام المنشود، مشيراً الى ان الشعور بالفردية وتنامي الأنانية هو السبب الثاني، والثالث هو «السوشيل ميديا»، التي تعتبر فيروساً ورسائل سرطانية لبذور الشك في الحياة الأسرية.
ورأى أن احتمال الطلاق لمن يتزوج وهو بعمر فوق الثلاثين سيكون أكبر من الذين تزوجوا بعمر العشرين، لافتا الى ان مقولة «الزواج المبكر يؤدي إلى الطلاق» عفى عليها الدهر، ونقصد بالزواج المبكر على تحمل المسؤولية، إذ إن أكثر ناس يطلقون اليوم هم بين 29 و35 عاماً.
من جهته، قال الأكاديمي صالح الراشد ان العزوف عن الزواج في المجتمع الكويتي ليس ظاهرة جديدة، ولكن المؤرق في الموضوع هو الازدياد بشكل كبير من الجنسين، موضحا أن أسباب العزوف ترجع إلى أزمة السكن وكثرة طلبات أهل الزوجة التي ترهق كاهل الزوج. (الأناضول)

%5 نسبة انخفاض الزواج

انخفضت حالات الزواج من 14693 حالة في 2016 إلى 13932 في 2017، أي بمعدل 761 حالة وبنسبة %5. وتبلغ نسبة حالات الزواج عندما يكون كلا الزوجين كويتي الجنسية %62.7 من إجمالي حالات الزواج، وتصل النسبة الى %21.7 عندما يكون كلا الزوجين غير كويتيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق