محليات

الطائرات اللاسلكية.. إبداع في سماء الكويت

انتشرت الطائرات اللاسلكية بشكل كبير في الأسواق المحلية ومحال لعب الاطفال والمحال المتخصصة مؤخرا، وتعددت أنواعها وأحجامها وأشكالها وطرق وأهداف استخدامها، فمنها الطائرات اللاسلكية الاحترافية التي يستخدمها هواة الطيران اللاسلكي ويخوضون بها المسابقات المحلية والإقليمية مستخدمين طائرات عمودية (هليكوبتر) وطائرات مجنحة بعضها يعمل بالوقود وبمحركات شبيهة بمحركات الطائرات الأصلية.
وكشفت جولة القبس عن ظهور أنواع جديدة ومتطورة من الطائرات اللاسلكية الذكية المتصلة بتطبيقات على الهواتف الذكية، ويستخدم أغلبها في التصوير الجوي بإمكانات وتقنيات متطورة، ساهمت في سهولة التصوير الجوي عن ذي قبل واتاحت الفرصة للاطفال قبل الشباب للاستمتاع بهذه الهواية.
ولخطورة سوء استخدام كاميرات هذه الطائرة، اوضح عدد من الوكلاء والموزعين ضوابط وشروط وقوانين استخدامها التي تختلف من دولة الى اخرى.
التفاصيل في التحقيق التالي:

جالت القبس على وكلاء وموزعي الطائرات اللاسلكية بجميع أنواعها في البلاد، لا سيما طائرات «دي جي أي» المزودة بكاميرات، والتقتهم للتعرف عن قرب على انواع الطائرات ومدى رواجها والإقبال عليها وطرق استخدامها.
وقال الموزع المعتمد وصاحب احد المحال المتخصصة في الطائرات اللاسلكية جمال العوضي، إن سوق هذا النوع من الطائرات شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى ان البداية كانت بطائرات سلكية متصلة بـ «واير»، ثم أصبح التحكم لاسلكيا عن بعد، وأخيرا ظهرت طائرات «الدرونز» ذات المراوح الأربع والمتعددة الاستخدامات.
وأوضح ان الطائرات اللاسلكية الحديثة جاءت بمميزات عالية من حيث المحركات التي تشبه محركات الطائرات الحقيقية، وأجهزة التحكم المتطورة التي تزيد من دقة التحكم في الطائرة وعلى مسافات بعيدة.
وبين ان هناك نوعين من الطائرات اللاسلكية: الأول للهواية واستعراض المهارات عن طريق الطائرات العمودية (الهليكوبتر) والطائرات المجنحة، والنوع الثاني الذي ظهر مؤخرا هو طائرات الفانتوم التي غالبا ما يستخدمها هواة التصوير.
وأشار إلى ان سوق الطائرات اللاسلكية شهدت كسادا خلال السنوات الأخيرة لعدم إقبال الجيل الحالي على هذه الهوايات وتفضيل الأجهزة الإلكترونية، كالهواتف الذكية والبلاي استيشن لسهولة استخدامها في المنزل.

زاوية جديدة
وقال العوضي ان استخدام الطائرات اللاسلكية يحتاج إلى تدريب في البداية، لذلك لدينا جهاز محاكاة للمتدربين الجدد حتى لا يتسبب في تحطيم الطائرة، أما طائرات الفانتوم فسهلة الاستخدام ويمكن لاي شخص التحكم بها من المرة الأولى لاحتوائها على جهاز مثبت.
وبين ان التطور الحادث في كاميرات التصوير الرقمية وصغر حجمها بالتوازي مع التطور في الطائرات اللاسلكية سمح بدمج الاثنين معا، إضافة إلى إمكانية التحكم في الكاميرا عبر الواي فاي وتشغيلها وإيقافها من الأرض مع إمكانية مشاهدة الصورة عبر الهاتف.

جمال العوضي
وأوضح أن طائرات الفانتوم تختلف عن الطائرات اللاسلكية الأخرى، فهي لا تحتاج إلى مهارات للتحكم في الطيران، لاحتوائها على جهاز تحكم إلكتروني وحساسات لمنع الاصطدام، وإمكانية العودة إلى نقطة الانطلاق في حال انقطع الاتصال بها، وتحديد مسارها عن طريق الجي بي اس، وكذلك حدود الارتفاع والمساحة بشكل مسبق.
ولفت إلى أن طائرات الفانتوم خلقت زاوية جديدة للتصوير، كانت مستحيلة في السابق، فتصوير المناظر الجوية كان يحتاج طائرة هليكوبتر للتصوير من الجو، وذلك مرتفع التكاليف، في حين تستطيع ذلك عن طريق اقتناء طائرة فانتوم بتكلفة تبدأ من 150 ديناراً، وتعطيك النتيجة ذاتها، وأن المصورين السينمائيين بدأوا في استخدام طائرات الفانتوم في التصوير التلفزيوني.
وأشار إلى أن الطيران المدني حدد مواصفات الطائرات المسموح باستيرادها وبيعها في البلاد، منها تحديد أحجام وأوزان الطائرات بدون طيارات، والأخرى التي تحتاج إلى ترخيص خاص، لافتاً إلى أن هناك طائرات بدون طيار، أحجامها كبيرة جداً، لا يسمح للأفراد العاديين باستخدامها، وتخصص لبعض الجهات، سواء للإنقاذ أو المسح الجيولوجي، أو لرش المبيدات الزراعية، وأخرى لأبراج الاتصالات، لتصوير الأعطال وأسلاك الكهرباء والضغط العالي، واستخدام كاميرات حرارية أو مسحية.
وذكر العوضي أن الإفراج عن أي شحنة من الطائرات اللاسلكية المستوردة يحتاج إلى إفراجات من عدة جهات، منها الهيئة العامة للطيران المدني، بعد الاطلاع على كتيب مواصفات الطائرات، التي تم استيرادها، وكذلك وزارة المواصلات، لأنها تحتوي موجات لاسلكية، لابد أن تكون وفق المواصفات، والهيئة العامة للصناعة، والنظم الأمنية في وزارة الداخلية.

كاميرا طائرة
والتقينا في محل آخر فرج العنزي، وهو بائع وهاوٍ للطائرات اللاسلكية منذ 7 سنوات، قال إن سوق الطائرات اللاسلكية كانت تقتصر على هواة الطيران فقط، أما الآن فهذه السوق تجذب أيضاً هواة التصوير لامتلاك كاميرا طائرة، وبمواصفات كبيرة.
وبيّن العنزي أن طائرات الفانتوم، التي تحمل كاميرا جاءت بمواصفات متطورة، بينها خاصية التتبع، حيث يمكن أن تحدد هدفاً للطائرة تقوم بتتبعه أوتوماتيكياً ومن دون الحاجة إلى توجيهها عن بعد، وبالتالي يستطيع هواة الدراجات أو السيارات وغيرها تصوير أنفسهم خلال ممارسة الهواية أو المغامرة عن طريق خاصية follow me أو traking.
ولفت إلى أن أسعار طائرات التصوير تبدأ من 150 ديناراً، وتصل إلى 2500 دينار، حيث تستخدم الأخيرة في التصوير السينمائي والتصوير التلفزيوني.
وأشار إلى أن استخدام طائرات التصوير في أي دولة يحتاج إلى تحديث برنامج الطائرة لتنزيل الملف الخاص بالدولة، الذي يقوم تلقائياً ببرمجة الطائرة وفق قوانين الدول والأماكن المحظورة، مشيراً إلى أن بعض الدول تحدد ارتفاع الطائرة إلى 150 متراً كحد أقصى، كما في الولايات المتحدة، لوجود طيران داخلي، في حين تحدد حدود الارتفاع في الكويت إلى 500 متر.

ترفيه و«وناسة»
في أحد المحال التقينا الطفل سعود المري (13 عاماً) الذي أتى لإجراء تعديلات على طائرته، وقال إنه يحب هواية الطائرات اللاسلكية ويمارسها منذ 3 سنوات ويستخدمها الآن في التصوير «والوناسة».
وأشار إلى انه يحب تصوير المناسبات العائلية من خلال الطائرة، لا سيما طلعات البر والشاليه، حيث الأجواء المفتوحة التي لا تمثل خطورة على احد، لافتا إلى انه استطاع ان يأخذ لقطات مميزة يمكنه ان يشارك بها في أي مسابقة للتصوير.
وأكد أن التصوير بالطائرة يختلف كلياً عن التصوير الأرضي، حيث يحتاج إلى مهارة كبيرة في التحكم بالطائرة والكاميرا في الوقت نفسه، مشيرا إلى انه يصطحب طائرته في جميع رحلاته حتى الرحلات خارج البلاد لتوثيق جميع المناسبات التي تبقى للذكرى.

عزوف نسائي
من جانبه، قال البائع في احد محال بيع الطائرات اللاسلكية شانيتا كومار، ان سوق الطائرات اللاسلكية بدأت في الظهور منذ 4 او 5 سنوات وشهدت حينها رواجا وإقبالا كبيرا كونها أداة ترفيهية جديدة أضيفت إلى هواية السيارات والقوارب اللاسلكية. وأشار إلى ان الطائرات اللاسلكية متعددة الأنواع والأشكال، ومنها ما يعمل بشحن الكهرباء وأخرى تعمل بالوقود (البنزين)، ويستخدمها الهواة في السباقات واستعراض المهارات.
وبين أن أنواع الطائرات الفانتوم التي ظهرت مؤخرا بغرض الاستخدام في التصوير لقيت إقبالا كبيرا من هواة التصوير، الذين يستخدمونها في التقاط صور يصعب الحصول عليها إلا من خلال الصعود إلى المرتفعات او من الطائرة، وهذا وفر عليهم الكثير من التكلفة والمشقة وقلل تعرضهم للمخاطر.
وأوضح ان اغلب زبائنه من الرجال والشباب والأطفال، في حين تعزف النساء عن هذه الهواية، لافتا إلى ان احدث إصدار من طائرة الفانتوم 4 برو بلاس يصل سعرها إلى 570 دينارا.

اصنع طائرتك بنفسك

أشار فرج العنزي إلى إمكانية تصنيع طائرة من نوع «الدرون» بسهولة من قطع الغيار المتوافرة في المحال وتثبيت الكاميرا بها، وهي طائرة تصوير احترافي ذات سرعة كبيرة ومفتوحة للحركة في جميع الاتجاهات والتقلب في الجو، ولا تحتوي على حساسات ولا «جي بي اس»، والتحكم فيها يدوي فقط، لذلك تتطلب مهارة كبيرة في الطيران، وتزود بنظارة خاصة لمشاهدة مسار الطائرة خلال الطيران، مشيراً إلى الإقبال الكبير على هذا النوع لرخصها عن طائرات الفانتوم وإمكانية التحكم في مواصفاتها حسب الرغبة.

الأعراس والمناسبات

اكد احمد جلال المتخصص في تصوير الأعراس والمناسبات ان استخدام طائرات الفانتوم أصبح من المتطلبات الأساسية في التصوير بجانب تصوير الفيديو والفوتوغرافي التقليدي، ويشترط الزبائن الآن عنصر التصوير الجوي، باعتباره أداة متطورة للتصوير بعد ان كنا نستخدم «الكرين» في التصوير الداخلي والخارجي لأخذ لقطات مرتفعة.
وبين أنها تساعد في التقاط صور واسعة تظهر حجم الحضور وصور كاملة للمكان ومحيطه، مشيراً إلى ان استخدامها يحتاج مهارات خاصة مع خبرة في مجال التصوير ليعرف زوايا التقاط الصور وضبط الإضاءة وغيرها من التقنيات الفنية اللازمة في التصوير كونها طائرة حساسة والتحكم بها ليس سهلاً.

نصائح للمستخدمين

نصح جمال العوضي أي شخص يريد شراء طائرة فانتوم بالاطلاع على قوانين وتعليمات التصوير في البلد الذي يرغب التصوير فيه حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية، والابتعاد عن الأماكن المحظورة والتعدي على الخصوصية، والابتعاد عن التجمعات إلى جانب إتباع التعليمات المرفقة مع الطائرة.

إشارات تشويش

أشار جمال العوضي إلى ان اغلب المنشآت العسكرية او المحظورة لديها أجهزة تشويش تقوم بتعطيل أي طائرة تخترق هذا المجال وتعترض إشاراتها، وبالتالي سوف تعود الطائرة تلقائيا إلى المكان الذي انطلقت منه او تهبط في المكان نفسه.

إجراءات أمنية

أكد العوضي ان أي مستخدم يرغب في استخدام طائرة للتصوير في مكان عام يحتاج تصريحا مسبقا من وزارة الداخلية بمكان ووقت التصوير، في حين شراء الطائرة لا يحتاج أي ترخيص او ورق مسبق، مشيرا إلى ان المحل يحتفظ بصورة ضوئية من بطاقته المدنية مع «السيريال نمبر» للطائرة على ان يتم تقديمها إلى جهات الاختصاص في حال طلبها.

المواقع المحظورة

تحرص شركة «دي جي أي» المنتجة للطائرات الذكية ذات المراوح الأربع على برمجة الطائرة بخرائط الدولة التي ستصدر لها، على أن تحوي إحداثيات الأماكن المحظورة حسب توصية الجهات المختصة وتضم في الغالب المطارات والمعسكرات والسجون والمنشآت الحيوية والجهات الحكومية، وتتوقف الطائرة تلقائياً عن الاستجابة لأوامر الطيران حال دخولها أي مجال محظور.

برامج هاكرز

يلجأ العديد من الشباب إلى برامج هاكرز قيمتها بضعة دنانير لفك شفرة الطائرة الفانتوم واستخدامها بحرية في أي مكان دون شروط او محاذير، حيث يمكنها في هذه الحالة التحليق في أي موقع وعلى ارتفاعات تصل إلى كيلومترين ولمسافات بعيدة.

الفانتوم للمصورين والصقارة

أشار العوضي إلى ان اغلب زبائن طائرات الفانتوم إما من محبي التصوير لإمكانية تثبيت أي كاميرا بالطائرة للتصوير، وإما من الصقارة ومدربي الطيور حيث يعلقون بها «الحبارة» ويطلقونها ليطير وراءها الطير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق