مقالات

تعرّت فرنسا من أناقتها ! …. بقلم / سلوي الملا

ارتبط بأذهان كثير من الناس والمثقفين والطبقات المخملية ان التحدث باللغة الفرنسية رقي وحضارة وثقافة، ولغة ناعمة راقية تجعل من متحدثها وكأنه ملك أسرار الجاذبية والحضور والأدب! هذه اللغة سيطرت وعبرت وترجمت سياسة احتلال فرنسا على بلاد المغرب والسيطرة على لبنان وبلاد الشام ومصر.. في سياسة احتلال وفرض سيطرة عسكرية واجتماعية وثقافية تركت أثرها ومخلفاتها التي لا تزال تعاني منها بلاد المغرب من سيطرة وتدخلات فرنسية..! * وتأتي باريس بلاد الأناقة والموضة بدور الازياء الفرنسية والعلامات التجارية الكبرى للحقائب والأزياء والعطور، والسيطرة على صناعات عديدة للمواد الغذائية والمياه والحلويات وغيرها من أشكال الغزو الثقافي والاقتصادي في السيطرة على الدول والشعوب.. * وتجد السائح العربي والخليجي يختار السفر صيفا لفرنسا للمشي في شارع الشانزلزيه واحتساء القهوة والتمتع بمذاقها وقطعة الشوكولاتة الفرنسية في المقاهي المنتشرة على طرقها.. وشتاء للتزحلق على جليدها..! * باريس خلال أزمة كوفيد 19 ظهرت على حقيقتها.. خسرت اقتصاديا وبشريا، وكشفت عن ضعفها الهزيل! وتعرّت من مظهرها «الشيك» والأنيق لتكون في مظهر الخزي والعري والبهدلة! شعبها والمقيمون فيها لم يجدوا الحكومة الراشدة التي تتكفل بعلاجهم وتسهر على راحتهم وتضمن سكنهم والحياة الكريمة التي تجعلهم أعزاء ومكرمين عند قيادتها! * فرنسا خلعت وشوهت تاريخ شانيل! ومزقت تفاصيل كتالوج وتصاميم ديور! ورمت بمحتوى وحقائب هيرمز النادرة على أرصفتها! ورمت بعقارب وتاريخ كارتيه! وكسرت زجاج أشهر العطور التي لم تكف لإزالة عفن رائحة طرقها الكريهة! ولم تحترم سياستها تاريخا عريقا لكل العلامات التجارية التي تملك زبائن من كل دول العالم.. ولم تحترم زبائن نخبة مميزة من دول العالم الإسلامي التي كانت قائمة الانتظار تتسلسل بأسمائهم! * يأتي شخص يمثل أعلى سلطة سياسية في بلده ليسيء الى ديننا الإسلامي واستمراره بخطابات تسيء الى نبينا الكريم، سيد الخلق والبشرية نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.. * يصر هذا المدعو ماكرون ببلد الحرية والثقافة والانفتاح بممارسة نشر سمّ حقده وأفكاره بدعوات علمانية ودعوات حاقدة، وكأن الإسلام يهدد حكمه ويؤرق منامه! ويجدون بضعفهم وحقدهم رسومات تسيء الى نبينا ﷺ. * ولا يعلم الأغبياء أن سيد الخلق والبشرية كفاه الله سبحانه وتعالى المستهزئين في قول الله تعالى «إنا كفيناك المستهزئين»، لا يعلم هذا العاجز فكرا وسياسة ان الله سبحانه وتعالى طالب عباده ألا يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي «يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي». * ألا يعلم هذا الرئيس مكانة وقدر وحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب عباده وقلوب المسلمين في كل بقاع الأرض! فنبينا صلى الله عليه وسلم أغلى من آبائنا وأمهاتنا. * أين منظمة الدول الاسلامية من أضعف الإيمان ببيان استنكار بلغة قوية؟!. لمَ لم نر من يتصل على رئيس فرنسا غاضبا غيورا ورافضا لتصريحاته وخطاباته، وإصراره على نشر رسومات تسيء الى نبي الرحمة الذي تحمّل وعانى في سبيل إخراج العباد من الظلمات إلى النور؟. * فرنسا تعاني هشاشة وضعفاً في سياستها ليأتي رئيسها ليؤجج خطاب الكراهية والعنصرية، وكأنه يجعل أعداد المهاجرين وأعداد الجالية الإسلامية في بلده لا رقم وحضور لهم! ألا يعلم ما سوف يسببه من مشاحنات ومصادمات أهلية؟! هل يكفي فرنسا وغيرها كم دولة تتطاول وتستهزئ أن يكون تأديبها ومحاربتها بسياسة المقاطعة؟! * آخر جرة قلم: واجب أن يكون لنا موقف وتحرك أمام تصريحات ماكرون المسيئة لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.. عبر قرارات جادة وقوية تعلم بلاد الثقافة معنى لغة الثقافة واحترام الآخر.. يبدو انه من الضروري والواجب تضمين الاتفاقيات والعقود بند عدم الإساءة الى نبينا ﷺ والدين الإسلامي.. لعدم التجاوزات للدين وتعاليمه، دولة مادية علمانية تجعلهم عبيد المال وسطوته.. فأسهل ما يؤدبهم ويجعلهم كالديك الفرنسي يصيح ويصيح ولا يجد من يسمعه! سلوى الملا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق