مقالات

الديموقراطية الخليجية .. بلس ! …. بقلم | سامي عبداللطيف النصف

الديموقراطية ليست «غاية» بذاتها، ولا تختزل قطعاً بصناديق اقتراع تفتح كل عدة أعوام، الديموقراطية في صلبها «وسيلة» يتحقق من خلالها العدل والمساواة، وتكافؤ الفرص، وتعزيز السلام والتسامح بالمجتمع، ونبذ التعصب والتطرف، وتفعيل عمليات التنمية، وحصد التعليم الجيد، والخدمة الصحية المتميزة، والشفافية ومحاربة الفساد، ويؤدي هذا كله للدولة القدوة، وللمؤشرات الدولية الموجبة مما يؤدي للمستقبل الباهر للأمم.
***
ما نشهده في الدول «الديموقراطية» العربية هو على العكس تماماً مما سبق، حيث تكتفي الديموقراطيات بالمسمى فقط، وبمضمون معاكس مما يجعل الديموقراطيات العربية المدمرة أشبه بحالة تشابه أسماء مع الديموقراطيات المعمرة، الموجودة في البلدان المتقدمة، فديموقراطيات العرب دون استثناء، تعني الإخلال الشديد بتكافؤ الفرص، وغياب مبادئ العدالة والمساواة، وتفشي الفساد الشديد، وتدني مستويات التعليم والصحة، وتوقف عمليات التنمية، وتحول بعض بلدانها للحروب الأهلية، والتعصب والتشدد، وانتشار الأوبئة والمجاعات والقتل والتهجير، ولا يأتي في الأخبار عنها إلا أخبار الانسدادات والأزمات التي تحيل مستقبلها إلى .. ظلام دامس، لا يوجد به ضوء في آخر النفق!
***
إن الديموقراطيات الحقيقية، هي الموجودة في الدول الخليجية الخمس الأخرى، التي تصدر للعالم مع كل إشراقة شمس أخبار إنجازات أقرب للمعجزات في كل مجالات الحياة، حيث سبقت قيادتها العاقلة والحكيمة أحلام شعوبها بمراحل، وبحق هل يمكن مقارنة معجزات السعودية بإخفاقات العراق الديموقراطي، وهما المتقاربان بالموارد الطبيعية وعدد السكان، أو مقارنة إنجازات دبي بمجاعات لبنان، أو ما حققته قطر في عشرين عاماً بما لم تحققه الكويت خلال 60 عاماً بسبب التناحر السياسي والصراخ والصياح؟
***
آخر محطة: العالم ومفكروه، وعلماء السياسة فيه بحاجة ماسة لمؤشر دولي جديد، أفضل بكثير من مؤشر الديموقراطية (الزائفة) القائم، وهو مؤشر الإنسانية، أي أيٍّ من الدول تحقق الحياة الإنسانية الكريمة لمواطنيها من رفاه وتنمية وشفافية، وحسن استغلال للموارد، وتعليم وصحة وسلام اجتماعي، ومستقبل مشرق للأبناء، وهذا كذلك هو المقياس الحقيقي لحقوق الإنسان، ولا يهم على الإطلاق إن كانت تلك الدول لديها صناديق اقتراع أو لا تملكها، فهذا المؤشر – لا مؤشر الديموقراطية-هو المحك، والمؤشر الحقيقي للحياة الإنسانية الكريمة، التي يجب أن يحرص العالم عليها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق