خارجية

الخلافات العربية ربما تحول دون تشكيل ناتو عربي

باتت فكرة القوة العربية المشتركة تتردد بين الأوساط السياسية للدول المشاركة في تدريبات درع العرب في مصر، وتأتي الفعاليات في أعقاب ما تردد بشأن ضغط إدارة ترامب، على دول الخليج العربية ومصر والأردن؛ لبدء تشكيل ناتو عربي لمواجهة النفوذ الإيراني
في 7 نوفمبر2018 كشف المتحدث العسكري المصري تامر الرفاعي في ، أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، تفقد تدريبات درع العرب، وشهد بيانا عمليا للرماية بالذخيرة الحية، لجميع الوقت المشاركة.
وكانت وزارة الدفاع المصرية أعلنت في 31 أكتوبر 2018، عن بدء توافد قوات مسلحة ومراقبين من ثماني دول عربية، للمشاركة في تدريبات عسكرية، أطلق عليها “درع العرب”.
وأضافت الوزارة أنه يشارك في التدريب عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع الجوي والقوات الخاصة لكلًا من مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن كما تشارك كل من (المغرب ، لبنان) بصفة مراقب.
وقالت الوزارة “أن هذا التدريب يأتي في إطار مواجهة التحديات المشتركة ودعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة”

قلق في المنطقة العربية
من جانبه يرى الباحث العسكري العميد صفوت الزيات، أن هناك حالة من القلق داخل الإقليم العربي، ودلل على ذلك بتصاعد وتيرة المناورات العسكرية بين البلدان العربية وبعضها، أو بينها وبين دول أجنبية.
وقال الزيات في اتصال هاتفي مع الدروازة أن مناورات درع العرب، تأتي وسط تخوفات من الصراعات المسلحة في المنطقة من بينها تردي الوضع في اليمن، والصراع في سوريا، إضافة إلى أزمة ليبيا.
ويستبعد الزيات فكرة أن يكون هناك حلف عسكري يضم العرب في المدى القريب، عازيا ذلك لكثرة الاختلافات بين الدول العربية وبعضها.
ونوه إلى أن قطر وعمان لم تشاركا في المناورات، معتبراً أن الخلافات العربية تحول دون تشكيل حلف عسكري يجمع الدول العربية.
واعتبر الزيات أن الكويت تلعب دورا محوريا في تحقيق التوازن بمجلس التعاون الخليجي، والإقليم العربي، من خلال دور الوساطة التي يقودها أمير الكويت.
وأضاف ” حتى التخوف من النفوذ الإيراني لم يجعل الدول العربية كتلة واحدة، ولدينا تجربة التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية وهو تحالف فشل قبل أن يبدأ، ولم يكن له أي تأثير على الأرض”.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعلن في 20 نوفمبر2017 عن تحالف إسلامي عسكري يضم 41 دولة لمحاربة الإرهاب والتطرف.
ويعتقد الزيات أن اقتراح ترامب بتكوين تحالف أمني شرق أوسطي لحفظ استقرار المنطقة، هو اقتراح طموح، لكن الأوضاع في المنطقة العربية لا تشي بنجاح الفكرة.
وأرجع ذلك لإن واشنطن ركزت على مواجهة النفوذ الإيراني، لكن الدول العربية ليست موحدة في نظرتها تجاه طهران، فهناك حذر مصري أردني من التمدد الإيراني، لكنهما ليسا على نفس درجة التشدد التي تنظر بها السعودية والإمارات والبحرين إلى إيران.
كذلك هناك علاقات حذرة تربط الكويت وقطر وعمان بإيران، وبالتالي ليس هناك إجماع عربي على أن إيران عدو .
وقال مسؤولون في البيت الأبيض في 27 يوليو 2018، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإحياء فكرة تشكيل “ناتو عربي” للتصدي لإيران.
وأردف قائلاً”ربما تقبل السعودية أن تكون مصر معها ضمن حلف عسكري لكنها لا تقبل بأن تكون داخل مجلس التعاون الخليجي”.
ولفت الزيات إلى أن التحالف الأمني يستوجب الاتفاق على مصادر التهديد، وهيكل القيادة العسكرية، وإدارة العمليات، وكلها تفاصيل ضبابية، إضافة إلى التوجهات السياسية المختلفة بين الدول العربية.

توجهات دبلوماسية متباينة

من ناحية أخرى قال تامر الشهاوي عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، أن تشكيل قوة عربية مشتركة هو مطلب مصري قديم، وضرورة لحفظ الإقليم العربي، لكنه يرى في الوقت نفسه أن هناك دولاً عربية ربما لا تتوفر لديها الإرادة السياسية لإنشاء هذه القوة.
وأضاف الشهاوي في حديث هاتفي مع الدروازة ” هناك الكثير من الملفات المتداخلة والمعقدة في المنطقة العربية، ويجب الاتفاق على وجهة نظر محدده إزائها حتى نقوم بتشكيل تحالف عسكري”.
وأردف يقول، لن يكون هناك أي تعاون عسكري بين مصر والدول العربية، قبل اتفاق عربي واضح إزاء الأزمة في سوريا، وكيفية حل القضية الفلسطينية.
معتبراً أن الجغرافيا السياسية تتحكم في العمق الأمني لكل دولة، فمصر تعتبر أن سوريا امتداد لأمنها القومي، بينما تعتبر المملكة السعودية اليمن أولوية وامتداد لأمنها القومي، كما أن القيادة المصرية تريد أن تحافظ على أن يبقى الصراع في المنطقة سياسيا، إلا أن المملكة السعودية ربما ترجح التدخل العسكري، ودلل على ذلك بحرب اليمن.
ويعتقد الشهاوي -والذي كان ضابطا بالمخابرات الحربية المصرية- أن مناورات درع العرب هي تمرينات على مستوى الاحتراف العسكري ، فإذا لم نكن قادرين على تشكيل تحالف أمني، فلا أقل من الحد الأدنى للتدريب العسكري، ولابد أن يكون لدينا جاهزية في حال تحول أي صراع سياسي في المنطقة إلى عسكري.
وأشار الشهاوي إلى أن إسرائيل تقدم نفسها كحليف استراتيجي للدول العربية ضد الخطر الإيراني، وهناك تعاون وثيق بين الخليج ومصر وإسرائيل لمواجهة طهران، معتبراً أن الدول العربية تحاول الاستفادة من أي مساندة ممكنة ضد النفوذ الإيراني.

تحالف أمني مصغر
بدوره قال سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية، في اتصال مع الدروازة، أن فكرة التحالف العسكري، ربما يكون من الصعب تنفيذها في الوقت الراهن.
وتكهن اللاوندي بأنه ربما تعقد بعض الدول العربية ( مصر، السعودية الإمارات، البحرين، الأردن) تحالفا أمنيا مصغراً حول ملف معين وتغض الطرف عن بقية الملفات العالقة، فإذا نجحت الفكرة ربما تتوسع لتضم دولا عربية أخرى .
يذكر أن قادة أركان الجيوش العربية اجتمعوا في 2015 لبحث تشكيل قوة عربية مشتركة، لكن الاجتماعات لم تكلل بالنجاح.
وكانت جامعة الدول العربية قد أعلنت في 26 أغسطس 2015 أنها تلقت طلبا من السعودية بتأجيل جلسة الجامعة التي كان من المقرر أن تبت في إقرار بروتوكول القوة العربية المشتركة.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال في 6 نوفمبر 2018 أن القوات المسلحة المصرية ستتحرك إذا تعرض أمن الخليج لأي خطر أو تهديد مباشر.
وأضاف أن بلاده لن تنكفئ على نفسها في الداخل، وواقع المنطقة من حولها صعب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق