تتعرض الخلايا لعدة عوامل بيئية كالأشعة فوق البنفسجية وسوء التغذية وتناول الكحول والمواد الكيميائية والتدخين. كما تؤثر عليها العوامل النفسية كالتوتر والقلق وقلة النوم. وجميعها تهدد صحة الخلية ويسبب تلفها وتعرضنا للاصابة بأمراض خطرة مثل السرطان. ولحسن الحظ، هناك ميكانيكية دفاع متميزة في الجسم تعنى بمحاربة هذه التراكمات الضارة المرتبطة عبر شيخوخة الخلية وتوقيت موتها. واذا كنت تتسائل لم تشيخ الخلية؟ فالإجابة في جزء خاص في نهاية الكروموسوم يسمى التيلوميرز المسؤول عن ارسال اشارة وقت موت الخلية. ففي كل مرة تنقسم فيها الخلية، يقصر معها طول الكروموسوم.
مشكلة «نسخ النهايات»
يحتوي الكروموسوم على خيطين من الدي ان اي، وكلاهما يتكون من وحدات بروتينية تتحد بنظام معين ومتغير ودقيق جدا. وتواجه الخلية مشكلة عند مضاعفة ونسخ الدي ان اي، في الكروموسوم. فالأنزيم المسؤول عن هذه العملية يمكنه نسخ خيط من الدي ان اي، بيد ان نسح الخيط الآخر يكون اكثر تعقيدا. ففي كل مرة يتم فيها نسخ الكروموسوم، لا يتم نسخ الجزء الاخير من الخيط. وتسمى هذه بمشكلة «نسخ النهايات» في الكروموسوم، وهو السبب في قصر طول التيلوميرز في كل مرة تنقسم فيها الخلية. وهو ايضا العامل الذي يحدد متى ينتهي عمر الخلية. وموت الخلية هو أمر جيد لأنه من الوسائل الدفاعيه للجسم التي تزيل الخلايا التالفة التي يتراكم فيها الضرر قبل تحولها الى خلايا سرطانية.
عوامل تؤثر في العمر البيولوجي
يمكن استخدام التيلوميرز لتحديد العمر البيولوجي للجسم (يختلف عن العمر الزمني). فقد يكون عمرك خمسين عاما، ولكن عمرك الفسيولوجي اكبر او اصغر من ذلك بعدة سنوات. وهناك عدة عوامل تؤثر في هذا العمر وقد تسرع قصر التيلوميرز وتسبب شيخوخة الخلايا المبكرة، مثل عدم ممارسة التمارين الرياضية والتدخين ومشاكل النوم والتوتر والاكتئاب والقابلية الجينية وسوء التغذية. وتأكيدا على دور العامل النفسي، فقد كشفت دراسة نشرتها مجلة الابحاث النفسية عن ارتباط التعرض للعنف الاسري او فقدان الاب او الطلاق مع قصر طول التيلوميرز. وفي دراسة اخرى نشرتها مجلة طب الاطفال وجد ان الاطفال الذين فقدوا آباءهم كان لديهم قصر ملحوظ في التيلوميرز.
