محليات

في جمعيتنا.. مكتبة لم تكن مستحيلة

نعم.. الجمعية التعاونية في الكويت، رغم نمو مساحاتها المطرد، ورغم زحف مفهوم «المول» إليها؛ حيث الاستثمار في المطاعم والمقاهي والملابس، فإن الجمعية ظلت متواضعة، ومتواضعة جدا في توفير مساحة مترين أو ثلاثة لمكتبة يقرأ فيها أطفال يصطحبهم الآباء في مكان استهلاكي بامتياز.
الجمعية التعاونية مؤسسة اجتماعية غزت المدينة من عقود عدة، واستثمرت في انشاء فروع لها في كل منطقة لتصل إلى اثني عشر فرعا في منطقة الرميثية مثلا. انطلاقة مبكرة وانـتشار مكاني توقعنا معه ارتقاء التوجه لتأخذ تحديات التنمية البشرية مكانها وليتجاوز الطموح توفير المواد الاستهلاكية ورحلات موسمية يُعلن عنها بين الحين والآخر.
في الرميثية وفي قطعة 2 تحديدا، استثمرت الجمعية فرعا لبيع اللحوم توقف أو تعطل منذ ست سنوت أو سبع عجاف. إشكال تجاري لم تنجح الجمعية في ايجاد حل له، أو اتفاق مع المستثمر ليتحول المكان ولفترة طويلة مرتعا للقطط السائبة.
هذا الدكان المهجور (الصورة) فيه من المساحة ما يمكن أن يستثـمر في انشاء مكتبة صغيرة يـوضع فيها رف أو اثنان لكتب الأطفال والناشئة، إضافة إلى الصحف وشاشة تلفزيونية على الحائط. الدكان بموقعه المجاور والملاصق لمحل البقالة يمكن أن يصبح معبرا يمر به الصغار والكبار يلتقطون فيه معلومة أو يشاهدون صورا تنمي ذائقة أدبية أو فنية تخاطب عقولهم، قبل شراء مواد استهلاكية طموحها معدة المستهلك.
الجمعية التعاونية، بصفتها مؤسسة تتبع وزارة الشؤون، يفترض أن ترقى بخدماتها الاجتماعية حتى لا يبقى الاستثمار في المعرفة معطلا كما هو اليوم، وكما يبدو في الصورة التي تمثل دكانا مهملا ومُعطلا ومكتبة لم تكن مستحيلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق