محليات

الجامعة: إجراءات لكبح «النعرة القبلية»

لليوم الرابع على التوالي، استمر استنكار الرأي العام للإعلانات القبلية التي نشرها طلبة جامعيون، وعلى الرغم من ان هذه التصرفات ليست حديثة على الجامعة، فإن موقف جامعة الكويت يبدو أقوى هذه المرة، لجهة اتخاذ إجراءات رادعة لكبح الظاهرة، بعد تعديل لائحة النظام الجامعي في فبراير الماضي، الأمر الذي يحسب للسياسة الجديدة للمجلس الأعلى للجامعة، الرامية إلى تطوير النظم واللوائح لتتواكب مع متطلبات العصر.
فظاهرة الدعوات والنزعات الفئوية والقبلية والطائفية، ظهرت على استحياء خلال السنوات الماضية، وكانت تتجلى في الانتخابات الطلابية، عبر النشر في وسائل التواصل الاجتماعي من دون ان تملك الجامعة أداة لوقفها، لا سيما ان لائحة النظام لم تكن تتضمن بندا يقضي بمحاسبة الطالب عما يبدر منه من خلل باللوائح الجامعية خارج اسوارها.
وفي اجتماع مجلسها الاعلى قبل الاخير، تداركت الجامعة تلك الثغرة وخطت خطوة ذكية عدلت خلالها اللائحة، وضمّنتها بنداً يتعلق بـ «الوحدة الوطنية»، وحظرت على الطالب «القيام بأي وسيلة من وسائل التعبير وجميع وسائل التواصل بشيء يؤدي إلى كراهية أو ازدراء أي فئة من فئات المجتمع، أو إثارة الفتن الطائفية أو القبلية، أو نشر الأفكار الداعية الى تفوق أي عرق أو جماعة أو لون او اصل او مذهب ديني او جنس او نسب على غيره»، الامر الذي يجعل الجامعة، ممثلة في عمادة شؤون الطلبة، قادرة على محاسبة الطلبة الذين ينشرون هذه النزعات في وسائل التواصل الاجتماعي.
في غضون ذلك، أكد عميد شؤون الطلبة د. علي النامي أن كليات الجامعة حصرت الإعلانات الإرشادية وأحالتها إلى لجنة النظام الجامعي الطلابي لاتخاذ الإجراءات وتطبيق اللائحة، موضحا أن جلسات اللجنة بدأت أمس فعليا، وستستمر يوميا للبت في الشكاوى.
وحذّر النامي خريجي الثانوية من أخذ المعلومات المتعلقة بالجامعة من غير مصادرها الرسمية، مشيرا إلى أن التهنئة والإعلانات الإرشادية القبلية والطائفية والفئوية التي يطلقها بعض طلبة الجامعة غير مقبولة.
واستنكر استخدام شعار الجامعة في الإعلان من دون أخذ أذن من الجهات المختصة، ومما يشكل خروجاً عن السلوك الطلابي السليم ويخالف اللوائح والنظم.
بدوره، ثمّن رئيس نقابة العاملين في الجامعة هيثم الهاجري، الاجراءات السريعة التي اتخذها مدير الجامعة د. حسين الانصاري تجاه مظاهر القبلية والفئوية التي انتشرت عبر اعلانات بعض الطلبة، ووصفها بأنها «خطوة محمودة»، متمنياً تعميمها على جميع قطاعات الجامعة، سواء في التعيينات او الترقيات او اي اجراءات اخرى.

مكامن الخلل
إلى ذلك، استمر المغردون في مناقشة الإعلانات القبلية التي استهدفت خريجي الثانوية العامة للتهنئة والارشاد الاكاديمي، داعين الى الحزم في اتخاذ الاجراءات اللازمة لوأد هذه التصرفات الداعية إلى الفرقة وتمزيق النسيج الاجتماعي.
ورأى مغردون منهم على «تويتر» أن الخلل لا يكمن في الطلبة فقط، بل يتطلب الوقوف على الاسباب التي ادت بهم الى انتهاج ذلك النهج. ووفقا لآرائهم، فإن لكل فعل يشذّ عن القاعدة جذورا تغذّيه، داعين الى معرفة مكامن الخلل التي يعاني منها المجتمع وادت الى تعزيز الفئوية والقبلية في دعوات الطلبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق