فنيات

الخليفة والنعمة وأشكناني.. قصائد للحرية

استضافت منصة الكتابة الإبداعية بمكتبة تكوين أمسية شعرية ضمت الشعراء: دخيل الخليفة، جابر النعمة، هدى أشكناني، حيث قدموا باقة متنوعة من اشعارهم على أنغام عود الفنان احمد الراشد، وادار الأمسية الشاعر محمد العتابي.
قدم الشاعر محمد العتابي للأمسية بقوله «لماذا نحب الشعر؟ يسألني صديق، أحب الشعر يا صديقي لانه الضوء الذي نتدرب عليه في المساءات التي يثقلها غياب القمر وارتحالات النجوم، حتى إذا غابت الشمس فينا اشرق القلب قصيدة وقناديل. نحن نؤمن بالشعر لأنه خلاص من كل هذا القبح في العالم، نؤمن بالشعر لأنه كلمة إيمان وفعل مقاومة، نحن نؤمن بالشعر لأن الشعر نبوءة أخرى».

ضحكة خارجة على القانون
ثم جاء دور الشعراء، وكانت البداية مع الشاعر دخيل الخليفة الذي القى مجموعة من قصائده، تأتي قصائد الخليفة بلغة محكمة وصور ثرية تلمح بها هذا الشجن المتأرجح بين ثنائيات لا حصر لها: اليأس والأمل، القيود والحرية، الحب والخذلان، الوطن الغائب والهوية، يفتتح الخليفة اشعاره بهذا المقطع البائس:
الضحكةُ الوحيدةُ الخارجةُ على القانون
نسيتُها أمس على حافةِ الليل
هذا الصباح
صحوتُ بلا فم

لو أن ظلاً مر
وتتواصل قصائد الخليفة، ففي قصيدة «لو» يرسم في هذا المشهد الذي تفوح منه رائحة الموت المعنوي، وتبدو «لو» كأنها الرمز الذي يجسد حالة من اليأس المستحيل على تغيير أجواء هذا المشهد المأساوي:

لو أنّ ظلا ً مرّ
قرب نبضاتي المتعثرةِ هناك
لاكتشفَ جثتي قبل أن أهربَ منها
لو أن قدماً سهَت عن أختِها قليلا ً
لداستْ دمعتي المتخشبة
لو أن كلبا ً نبح لنهضت ُ
أجرّ الشارعَ على نصفي الأسفل

مرض ليس يشفى
الشاعر جابر النعمة قدم مجموعة من قصائده بلغة مملوءة بالإسقاطات ولا تخلو من النفس الصوفي، وصور مملوءة بالحوارات الإنسانية كهذه القصيدة التي يقول فيها:
أخبروه بأن لديه
مرضا ليس يشفى
سرطان كلام
يتفاقم في فمه
لم يخف أن يموت ولكنه
قبلته فتاة، في الطريق إلى بيته
بعدها بليال
شنقتها يد من كلام، قرب أحلامها
(وجدوا في يديها.. قصيدة)

هذا البحر دمي
ومن ديوانه الصادر مؤخرا «تمهيدا لولادتي»، وهو الديوان الفائز بجائزة الدولة التشجيعية عن فئة الشعر، تأتي قصيدة «إنني الأرض هذا البحر دمي ولا جهة لي» التي يقول النعمة فيها:
كرة تتدحرج في ملعب الكون
عرجاء تقطر وهما
جبال من الحزن تمشي على ظهرها
ولدتْ طفلة
قلبها قلب أم
تجامل ابناءها الخائنين لآهاتها
الوائدين لها

ارتطام
اما الشاعرة هدى أشكناني فقد قرأت مجموعة من قصائدها من ديوانها «كنت أعمى» ومجموعة أخرى من ديوان لها تحت الطبع، تقول أشكناني في قصيدة «ارتطام»:
يحدث أنْ تقرأ لقاسم حداد عندما رأسك في طريق واسمك في طريق أخرى
وكأبله تتحسس موضع رأسك
فتكتشف أن كائناً آخر قد حل محله..
ثم تنظر في المرآة
ولأنك تجهل مكانه الصحيح
تسير بلا طرق ولا انعطاف
ها قد ضيّعتَ الدرب الذي قطعته فلن تعود..
وحده الخوف من يعرف أن يجمعكما.

عين ثالثة
وفي قصيدة «عين ثالثة» تبدو أشكناني كأنها ترسم لوحة سريالية لهذا المشهد العبثي، حيث لا حرية في زمن الحرية للعين الثالثة أو الأخ الكبير، فالعيون مفتوحة لكل قول او فعل:
لئلا يموت رفاقي
مارست دور الديكتاتور
على الجدار البارد
ثبت رؤوسهم
وضعت في الأعلى
ساعة حائط ضيقة لا تجرؤ على الضحك
عيناها مفتوحتان للتحديق أو الإصغاء
ولأن كل المتاح حركة أو فعل واحد
حررت ابتسامتهم
لتملأ المساحة المربعة
فلا تسعه يد الموت او النسيان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق