صحية

اليوغا لعلاج «متلازمة التمثيل الغذائي»

غالباً ما يتحدث ممارسو اليوغا عن فوائدها المتعددة وتأثيرها الإيجابي في الجسم والعقل. ولكن ماذا يقول العلم؟ تلقي دراسة جديدة الضوء على دور اليوغا في تخفيف أعراض “متلازمة التمثيل الغذائي” وهي مجموعة من الأمراض تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة نسبة الدهون في البطن، والتي حين تتضافر معاً تزيد من خطر الموت بأمراض القلب والجلطات الدماغية وداء السكري.

خلص بعض الدراسات إلى أن اليوغا تعزّز صحة الدماغ والقدرة على الإدراك، وتحدّ من مشاكل الغدة الدرقية، وتخفّف من أعراض الاكتئاب.
وقيل أيضاً إن ممارسة اليوغا تساعد على توسيع البروستات والتغلّب على ضعف الانتصاب لدى الرجال، وعلى علاج أعراض داء السكري.
في المحصّلة، يبدو أن اليوغا مفيدة لكل شيء تقريباً. ومع ذلك، فإن معظم الدراسات المذكورة أعلاه رصدية (بمعنى أنها غير قادرة على الكشف عن العلاقات السببية)، وعدد الدراسات التي نظرت في الآليات التي تؤكّد النتائج المستخلصة قليل.
ولكن حقّقت دراسة جديدة نشرت في “المجلة الاسكندنافية للطب والعلوم الرياضية” وترأسها الدكتور باركو م. سيو من جامعة هونغ كونغ في الصين في تأثير اليوغا في صحة القلب والأوعية الدموية. وأثبتت نتائج الدراسة قدرة اليوغا على المساعدة في علاج من يعانون “متلازمة التمثيل الغذائي”. كما كشفت عن الآليات التي تسمح بذلك.

كيف تخفّف اليوغا من الاستجابة الالتهابية؟

“متلازمة التمثيل الغذائي” أو متلازمة الأيض حالة ترتبط في كثير من الأحيان بداء السكري من النوع 2 وبأمراض القلب. في أبحاث سابقة، رصد الدكتور سيو وزملاؤه انخفاضاً في ضغط الدم ومحيط الخصر لدى من مارسوا اليوغا لمدة سنة. لذلك، خصّصت الدراسة الجديدة لبحث تأثير ممارسة اليوغا لمدة سنة في من يعانون “متلازمة التمثيل الغذائي”.
ولهذه الغاية، قسّم الباحثون المشاركين في الدراسة (عددهم 97 مشاركاً يعانون متلازمة التمثيل

الغذائي وارتفاعاً عادياً أو كبيراً في ضغط الدم) بشكلٍ عشوائي إلى مجموعتين: المجموعة الظابطة أو مجموعة اليوغا.
وعلّق الباحثون: “لم يُعطَ المشاركون في المجموعة الضابطة أي علاج، ولكن كان يتم الاتصال بهم شهرياً لمراقبة حالتهم الصحية، في حين خضع المشاركون في مجموعة اليوغا لبرنامج تدريب يشمل ثلاث جلسات يوغا أسبوعية (مدة الجلسة الواحدة ساعة) لمدة سنة”.
وراقب العلماء أيضاً مستويات “الأديبوكينس” في الدم لدى المشاركين. و”الأديبوكينس” هي بروتينات الإشارة التي تطلقها الأنسجة الدهنية لحث الجهاز المناعي على اطلاق استجابة التهابية أو غير التهابية.
يلخّص الباحثون النتائج التي توصلوا إليها قائلين: “أظهرت النتائج أن ممارسة اليوغا لمدة سنة خفّضت مستويات “الأديبوكينس” المحرّضة على الالتهابات وزادت مستويات “الأديبوكينس” المضادة للالتهابات لدى البالغين الذين يعانون متلازمة التمثيل الغذائي وارتفاعاً عادياً أو كبيراً في ضغط الدم “.
وأضاف الباحثون: “تدعم النتائج هذه الدور الإيجابي لليوغا في علاج متلازمة التمثيل الغذائي عن طريق التأثير في عمل بروتينات الأديبوكينس”.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن ممارسة اليوغا وجعلها جزءاً من نمط الحياة يخفّف بالتأكيد من الالتهابات ومن أعراض متلازمة التمثيل الغذائي.
ويعلّق الدكتور سيو على نتائج الدراسة قائلاً: “تكشف هذه النتائج كيفية استجابة الأديبوكينس لممارسة اليوغا على المدى الطويل، ما يؤكّد أهمية الممارسة المنتظمة للتمارين الرياضية للحفاظ على صحة الإنسان”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق