في أقوى تصعيد ذي طبيعة عسكرية منذ أشهر طويلة، أرسلت واشنطن إلى منطقة الشرق الأوسط حاملة طائرات وقاذفات، في خطوة قالت إنها رسالة لا لبس فيها إلى طهران، في حين كشف مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة رصدت استعدادات إيرانية لشن اعتداء على عسكريين أميركيين.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن إرسال الحاملة «يو إس إس إبراهام لينكولن»، ومجموعة القاذفات، إلى منطقة القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط، جاء استجابة «لعدد من المؤشرات والتحذيرات المقلقة والمتصاعدة»، وهدفه «توجيه رسالة واضحة للنظام الإيراني بأن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائنا سيقابل بقوة لا هوادة فيها».
وذكر مسؤول عسكري أميركي، طلب عدم ذكر اسمه، أن قرار واشنطن، إرسال القوة الضاربة، جاء بسبب وجود «مؤشرات واضحة» على تخطيط إيران والتنظيمات التابعة لها لمهاجمة عسكريين أميركيين، في وقت قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلاده لاحظت تصرفات تصعيدية من الإيرانيين.
ولفتت وكالة أسوشيتد برس إلى أن إرسال قاذفات إلى المنطقة يُعد مؤشراً إلى أن «البنتاغون» بصدد نشر قوة جوية، تنطلق من الأرض، في الشرق الأوسط، وربما في شبه الجزيرة العربية.
وكشفت مصادر إيرانية رفيعة، لـ «الجريدة»، أن طهران أعلنت قبل أيام استنفاراً عاماً في صفوف قواتها المسلحة، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بعد أن رصدت السُّلطات الإيرانية مخططاً للاعتداء على سفن أميركية وخليجية من جانب عناصر من منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، وتسليم أنفسهم إلى القوات الأميركية على أساس أنهم أعضاء في الحرس الثوري، بهدف التسبب في حرب بالمنطقة.
في سياق آخر، أعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في علاقاتها مع دول معادية لإسرائيل، في ترجمة لتوجه إدارة الرئيس دونالد ترامب للمساواة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.
وقال المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية إلان كار، أمس الأول أثناء زيارة لإسرائيل، إن «الولايات المتحدة مستعدة لمراجعة علاقاتها مع أي دولة، وبالتأكيد فإن مناهضة السامية من جانب دولة نقيم معها علاقات يعتبر أمراً يثير قلقاً عميقاً».
وأضاف كار: «سأثير الأمر في لقاءات ثنائية أجريها حول العالم، وسنجري بشأنه حوارات صريحة ومخلصة خلف أبواب مغلقة».
