شهد موسم كرة الصالات منافسات قوية في مختلف مراحله، لاسيما بطولتي الدوري والكأس، وقد حظي بمتابعة جماهيرية مميزة، خاصة وأن كرة الصالات لديها عشاقها ومتابعيها، كما أن الأندية حريصة على تقديم أفضل المستويات، مستعينة بعدد غير قليل من المحترفين المتميزين ويعد بعضهم من بين الأفضل في العالم، الأمر الذي أسهم بارتفاع المستوى الفني وحدة المنافسة بين الفرق المتبارية، وقد انتهت مؤخرا بطولة الدوري بعدما حسمها كاظمة لمصلحته قبل انتهاء موعد البطولة بأكثر من أربعة مراحل كاملة.
«الكويتية» التقت مدير كرة الصالات بنادي كاظمة محمد السند، لتتعرف منه على مسيرة الفريق في البطولة، وكيفية تحقيق أهم الألقاب في كرة الصالات.
بداية، تطرق محمد السند بأن الاستعداد الجيد للفريق الأول لكرة الصالات كان له أبلغ الأثر في البداية المتميزة للفريق، حيث خاض الفريق معسكرا صيفيا في مدينة برشلونة الاسبانية لمدة 15 يوما، خاض خلاله خمسة مباريات ودية مع فرق إسبانية مميزة، أسهمت وبشكل كبير في رفع جاهزية الفريق لأفضل مستوياتها، وقال لـ «الكويتية»: كما أنجزنا صفقة انتقال الدولي عبدالرحمن الوادي لاعب القادسية السابق، وهو شكل إضافة مهمة لكاظمة بما يملكه من إمكانات فنية عالية، كما أن الأداء المتميز للاعبين خلال انطلاقة الدوري والروح العالية التي قدموها في جميع المباريات، أسهمت وبشكل كبير ببداية مثالية لـ «البرتقالي»، بل وحسمت لقب الدوري قبل انتهاء البطولة بـ 4 مراحل، وهو ما يعد إنجازا بحد ذاته، لاسيما في ظل منافسة عدة فرق على اللقب والمراكز الأولى»، ولفت السند إلى أن إدارة الفريق وضعت هدفا محددا نصب أعينها وذلك قبل انطلاق الموسم، ويتمثل بتحقيق ثلاثة انجازات «كأس السوبر، والدوري والكأس».
منافسة ثلاثية
أكد مدير لعبة كرة الصالات بنادي كاظمة محمد السند بأن المنافسة بين فرق الدوري جاءت قوية ومحتدمة منذ انطلاق المسابقة، وأضاف «بداية بطولة الدوري شهدت منافسة ثلاثية بين فرق كاظمة واليرموك والقادسية، وبعد عدة مراحل أخذ كاظمة ومع انتهاء القسم الأول أظهرت النتائج عن حاجة كاظمة لعدد قليل من النقاط لحسم اللقب لمصلحته، وهو ما تحصل بعد انطلاق مواجهات القسم الثاني»، ولفت السند إلى أن بطولة الدوري هذا الموسم أقيمت من ثلاث مراحل، وبمشاركة 7 فرق فقط، وشدد على أن عدد المباريات التي يخوضها لاعبو الفرق الأولى يعد جيدا في ظل عدم وجود مشاركات خارجية للأندية في الوقت الحالي، وأشار إلى أنه من الصعوبة بمكان إجراء بطولة الدوري من قسمين فقط، نظرا لقلة عدد الأندية المشاركة (7 فقط).
مستوى متميز
وذكر محمد السند أن كرة الصالات الكويتية تمتاز بمستوى متميز يعد من بين الأفضل في القارة الآسيوية، وقد قدمت «الصالات» الكويتية مستويات حظيت بإشادة الجميع، حتى أضحت معها تنافس على المراكز الأولى في القارة الصفراء، وقال لـ «الكويتية»: اقتربت كرة الصالات على مستوى المنتخب والأندية من المنافسة على المركز الأول في بطولات القارة، ولكن الإيقاف الدولي الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم أثر كثيرا وبشكل سلبي كبير، مما أدى لتراجع المستوى الفني بشكل ملحوظ، وأسهم طول مدة الإيقاف بحرمان «الأزرق» بما لا يقل عن 40 مباراة دولية، فيما المنتخبات الشقيقة والصديقة واصلت تطورها المضطرد، الأمر الذي أحدث فجوة في المستوى الفني بيننا وبينهم على المستوى المنظور، فمثلا منتخب البحرين تطور كثيرا خلال السنتين الماضيتين وكذا المنتخب السعودي والعراقي، ويعد البحريني حاليا أفضل من منتخبنا الوطني من الناحية الفنية، لاسيما بعد تقديمه مستوى متميزا في بطولة كأس آسيا الأخيرة، وذلك على الرغم من أن «الأزرق» حاز بطولة كاس الخليج في النسختين الأولى والثانية»، وشدد السند على أن من الصعب تحديد مستوى منتخب الكويت للصالات بشكل دقيق على المستوى القاري قبل المشاركة في البطولات الدولية.
برنامج تأهيل
وأكد مدير كرة الصالات بنادي كاظمة محمد السند بأن «الأزرق» بحاجة إلى برنامج تأهيل فني طويل الأجل، لإعادته إلى المنافسة مجددا عربيا وآسيويا، وأضاف « عدة عناصر مجتمعة متى ما توافرت لـ «الأزرق» فمن شأنها أن تعيده وبالسرعة الممكنة للمنافسة، ولعل أهم تلك العناصر اختيار مدرب على قدر عال من الكفاءة الفنية، وبرنامج إعداد يشمل المشاركة في بطولات دولية ودية، وكذلك إقامة معسكرات خارجية مكثفة تضمن معها تطور قدرات اللاعبين فنينا وبدنيا».
وشدد على أن كرة الصالات الكويتية لديها مستقبل مشرق في ظل توافر عدد غير قليل من الخامات والمواهب المتميزة في مختلف الأندية، وقال لـ «الكويتية»: هناك العديد من المتميزين من الشباب، وهذا الأمر يبعث على التفاؤل، فمثلا الموسم الماضي حصل على لقب أفضل لاعب وبجدارة صالح الفاضل (22 عاما)، وهناك أيضا إخوانه مثل عبداللطيف العباد وعبدالعزيز الهاجري (الكويت)، وعبدلله الحسون وناصر العلبان (السالمية)، وهناك أيضا العديد من اللاعبين الشباب في الأندية يصعب حصرهم في عجالة الحديث»، وأشاد السند بعودة نادي القادسية للمشاركة بكرة الصالات، بعد عدم مشاركته الموسم الماضي، مؤكدا أنه فريق دائما يسعى للألقاب، ويضيف الكثير في أي بطولة يشارك فيها، وقد تمكن مدربه الوطني عيسى فلاح من خلق توليفة متجانسة وخلال فترة قصيرة من العودة إلى المنافسة مجددا، بل والحصول على المركز الثاني بالدوري، وذلك على الرغم من مغادرة العديد من اللاعبين الدوليين فريق القادسية.
المشاركات الخارجية
وتطرق محمد السند إلى المشاركات الخارجية المقبلة لفريق كاظمة، حيث ذكر أن الفريق سوف يشارك في بطولة آسيا للأندية أبطال الدوري والمتوقع أن تنطلق منافساتها يوليو 2019م، ولفت إلى أنه ستكون هناك استعدادات خاصة لتلك البطولة المهمة، لاسيما وأنها سوف تقام عقب انتهاء الموسم المقبل، وسوف نسعى للفوز بالمركز الأول على القارة، مؤكدا أن كاظمة سوف يقيم معسكرا خارجيا للفريق في الفترة المقبلة استعدادا للموسم المقبل، وقال لـ «الكويتية»: نسعى للفوز بكافة البطولات الموسم المقبل، لاسيما وأن الفريق يضم العديد من اللاعبين المتميزين، وكذلك المحترفين وهم قائد منتخب إيطاليا فامبيتا والحائز على العديد من الألقاب الدولية، ويشارك مع الفريق للموسم الرابع على التوالي، وكذلك لدينا النجم البرازيلي ساشا، ولا توجد نية لتغييرهم الموسم المقبل في ظل تقديمهم لمستوى متميز مع الفريق في كافة مبارياته.
