مقالات

همسات رمضانية.. موقف ليتعلم منه الجميع .. بقلم | الدكتور أحمد أبو سيدو

تاريخنا الإسلامي يضم العديد من المواقف النادرة التي لا يعرفها شعوب العالم، وقد لا يعرفها الشعوب الإسلامية في وقتنا الحاضر نظراً للظروف التي يعيشها شباب هذا العصر إضافة إلى أن تلك المواقف والأحداث لا ولم تصل إلى هذا الجيل لإيصالها لأبنائهم وأحفادهم. حتى يتعظوا منها وتكون لهم نبراساً وشعاراً وطريقاً لحياتهم الحالية والمستقبلية.
وأود هنا أن أشير إلى حادثة غريبة وعجيبة حدثت في بداية الدعوة الإسلامية.
والقصة تتحدث عن شخصية كانت تسمى أبو دجانة، فقد اعتاد هذا الرجل أن يكون في صلاة الفجر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ما أن يؤدي الصلاة حتى يخرج من المسجد مسرعاً، فاستلفت ذلك نظر الرسول الكريم، فاستوقفه يوماً وسأله قائلاً: يا أبا دجانة: أليس لك عند الله حاجة؟
فقال أبو دجانة: بلى يا رسول الله، ولا أستغني عنه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذن لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة معنا وتدعو الله بما تريد؟
قال أبو دجانة: السبب في ذلك أن لي جار من اليهود له نخلاً، فروعها في صحن بيتينا فإذا ما هبت الريح ليلاً أسقطت رطبها عندي بالبيت، لهذا تراني أخرج من المسجد مسرعاً لأجمع ذلك الرطب وأرده إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالي فيأكلون منه وهم جياع.
وأقسم لك يا رسول الله أنني رأيت أحد أولادي يمضغ تمرة من هذا الرطب، فأدخلت إصبعي في حلقه وأخرجتها قبل أن يبتلعها، ولما بكى ولدي قلت له: أما تستحي من وقفي أمام الله سارقاً؟
ولما سمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه ما قاله أبو دجانة، ذهب إلى اليهودي صاحب النخل واشترى منه النخلة ووهبها لأبي دجانة وأولاده.
هذا هو الإسلام وهذه تعاليمه، وسماحته وروعته في التعامل.
وعندما علم اليهودي صاحب النخلة بحقيقة الأمر قام بجمع أولاده وأهله بسرعة غير مسبوقة، وتوجه بهم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأعلن أمام الجميع دخولهم جميعاً الإسلام.
أبو دجانة خاف أن يأكل أولاده من نخلة اليهودي وهو ليس مسلماً فكانت هذه النتيجة فلتكن هذه القصة درساً وعبرة لنا جميعاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق