خارجية

إسرائيل قد توسِّع نطاق عملياتها ضد إيران

أفادت تقارير اعلامية امس بدويّ انفجارات عنيفة في قرية الغسانية، قرب منطقة القصير في ريف حمص الغربي، في سوريا، وسط انباء عن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع «حزب الله» في المنطقة ومقتل عدد من عناصر الحزب، من بينهم قيادي ميداني. وهذا ثاني قصف اسرائيلي للقصير خلال اسبوع.
إلى ذلك، كشف موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي أنّ «إسرائيل توسّع نطاق حربها على إيران و«حزب الله» لتشمل مناطق إضافية، قد تتخطّى الحدود السورية، وذلك بعدما كانت الجهود الإسرائيلية تقتصر على شنّ هجمات ضد القواعد ومراكز القيادة وشحنات الأسلحة الإيرانية في جنوب سوريا وشرقها، وعلى استهداف المنشآت التي يتشارك فيها «حزب الله» ووحدات الحرس الثوري الإيراني».
واعتبر أنّ «المؤشرات كلّها توحي بأنّ إسرائيل ستوسّع نطاق عملياتها لتبلغ الحدود السورية ــــ العراقية، والحدود اللبنانية، بسبب اعتماد القوات الإيرانية في شرق سوريا على القدرة القتالية والمعدات الآتية من المقاتلين الموالين لإيران في العراق، وعلى «حزب الله» في لبنان».
وأوضح أنّ هذه الالتفاتة تدل إلى بداية المرحلة المقبلة من الحملة العسكرية التي تشنّها إسرائيل لاجتثاث وجود إيران العسكري في سوريا، والتي تم التمهيد لها بقصف مطار الضبعة ومواقع في القصير.
في إطار متصل، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس بخروج القوات الإيرانية من كل الأراضي السورية، وقال: «أوضحت مرات عديدة ما هي خطوطنا الحمر، ونحن نطبقها من دون أي مجال للمساومة. لن نسمح لإيران بالتموضع عسكريا في سوريا، كما لن نسمح بتحويل أسلحة خطيرة من سوريا إلى لبنان أو بتصنيعها في لبنان». وأضاف: «أود أن أؤكد أننا نعمل ضد التموضع الإيراني داخل جميع أنحاء سوريا. لا نكتفي بانصراف الإيرانيين من جنوب سوريا فقط. الصواريخ البعيدة المدى التي تعمل إيران على نصبها في سوريا ستهدّدنا أيضا لو نصبت على بعد كيلو مترات عدة من جنوب سوريا». وتابع بالقول: «لذلك، يجب على إيران أن تخرج من الأراضي السورية بأكملها. لسنا طرفا للتفاهمات التي زعمت أننا وافقنا على أقل من ذلك»، مؤكدا أنه «في أي حال من الأحوال، سنعمل دائما وفقا لمصالحنا الأمنية، لو كانت هناك تفاهمات أم لا. سندافع عن أنفسنا بقوانا الذاتية بكل تلاحم وتكاتف وإصرار على ضمان أمننا ومستقبلنا».
وكان نتانياهو قال إنه سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وربما رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الأسبوع المقبل لبحث السبل الكفيلة بوضع حد لطموحات إيران النووية وتوسعها الإقليمي، وانه سيعرض مواقفنا بأكبر قدر من الوضوح، مجددا التأكيد على ان لا مكان لايران في سوريا.
ويأتي ذلك في وقت يبدأ وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم (الأربعاء) زيارة إلى موسكو، يلتقي خلالها نظيره الروسي سيرغي شويغو لمناقشة الوجود الإيراني في سوريا. ويرافق ليبرمان في زيارته رئيس مديرية المخابرات العسكرية الجنرال تامير هيمان، ورئيس المكتب السياسي العسكري بوزارة الدفاع الإسرائيلية زوهار بالتي وممثلون آخرون للنظام الأمني.

نفي اتفاق مع الروس
في سياق متصل، نفى ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية ما شاع حول اتفاق روسي ـــ إسرائيلي يمنع قوات «حزب الله» وإيران من الاقتراب من خط وقف إطلاق النار في الجولان. وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن تل أبيب غير معنية بأي اتفاقات جزئية، وموقفها واضح برفض أي وجود إيراني عسكري فوق الأراضي السورية، وأنها ستوصل تحرّكاتها على مختلف المستويات والأدوات لتحقيق هذا الهدف.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت مساء الاثنين إن لقاءات دبلوماسية بين إسرائيل وروسيا أسفرت عن اتفاق بين الجانبين، يقضي بالسماح للنظام السوري باستعادة السيطرة على حدوده الجنوبية مع إسرائيل شريطة عدم اصطحاب أي قوات إيرانية أو تابعة لــ «حزب الله» أو الميليشيات الشيعية، وإن النظام السوري وافق على هذا الاتفاق، وأن إسرائيل «ستحافظ على حرية تصرفها داخل سوريا».

نفي التفاوض السري
في سياق متصل، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي امس صحة الأنباء التي تحدثت عن إجراء طهران مفاوضات سرية غير مباشرة مع تل أبيب في الأردن بشأن جنوب سوريا، مؤكدا أن تلك الأنباء مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة.
وكانت صحيفة إيلاف الإلكترونية السعودية، قالت ان المفاوضات أفضت إلى التزام إيراني بعدم مشاركة إيران وحليفها «حزب الله» في معارك جنوب سوريا المرتقبة.
إلى ذلك، دعمت روسيا فكرة انعقاد اجتماع ثلاثي يضم كلا من روسيا والأردن وأميركا بشأن بحث الأوضاع في منطقة تخفيف التوتّر جنوبي سوريا. ووفق ما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، فإن الاتصالات الثنائية مع الأردنيين والأميركيين مستمرة لعقد اجتماع ثلاثي.
وأشار بوغدانوف إلى أنه لم يتم تحديد الموعد حتى الآن، لكن “كلما كان الاجتماع أسرع، كان ذلك أفضل”.
واللقاء الثلاثي المقترح يأتي في ظل تصاعد التوتر في منطقة الجنوب، وتزايد تهديدات النظام السوري بشن عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة في المنطقة.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا والأردن وقعت، العام الماضي، اتفاقًا يقضي بإعلان مناطق عدة جنوبي سوريا، على أنها مناطق “تخفيف توتر”، أسهمت في الحد من “العنف”، وفقًا للتصريحات الأردنية.
من جهته، أعلن الأردن أنه يجري مناقشاته مع روسيا والولايات المتحدة لتفادي التصعيد في الجنوب السوري.
ووفق مصدر سوري، فإن قائد “لواء القدس” الفلسطيني، محمد السعيد، استطلع مناطق عدة في محافظة القنيطرة والشريط الحدودي مع إسرائيل للتعرّف عليها، تمهيدًا لتسلّم اللواء جبهة القنيطرة والشريط الحدودي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق