مقالات

تركي العازمي يكتب : نعرب عن رأينا… ونأسف!

صحافة الكويت صنفت في ما قبل بـ «صحافة رأي»… كل يبدي رأيه، ويتفق أو يختلف مع ما يطرح… وإن كانت المساحة قد صنفت أخيراً بأنها تواجه تضييقا إلا أنها تبقى أفضل من غيرها ودخل معها على الخط الصحف الإلكترونية والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«سناب شات» تحديدا، وباتت الأخبار تأتيك على عجالة، بعضها منقول بصورة احترافية وكثير منها تضاف له «البهارات»!
إذا أردت أن تتعرف على مصداقية ناقل الخبر أو كاتب الموضوع٬ فتحتاج إلى مراجعة سريعة لشخصه. وإن واجهت بعض الغموض فما عليك سوى التحقق من الأمر بالتواصل المباشر معه، والكيس من اتعظ بغيره وأبعد نفسه عن سجالات مع حسابات مجهولة لا يعرف من يقف خلفها.
الشاهد اننا نعرب عن رأينا حول قضايا تهم المجتمع، كالتعليم٬ الصحة٬ الطرق٬ الخدمات٬ المنظومة الإدارية والقوانين المشرعة وذلك عبر أخذ المعلومة وبحثها مع ذوي الاختصاص كي تنقل الواقع وما يتطلع له السواد الأعظم من دون «رتوش»!
خذ عندك٬ عندما لا يجد مريض التشخيص السليم٬ أو سرير أو يتوفاه الله بسبب خطأ طبي، فنحن نعرض الحالة حسب المشاهدات، ونأسف عندما نتابع ما ينشر من مآسٍ ولا نجد تحرك لتغيير الوضع إلى حال أفضل.
وعندما نتطرق للتعليم وتدني مستواه٬ يأتيك هجوم مبطن كقول «شفيك على وزيرالتعليم»… أو «التعليم مختطف» أو «أنت تبحث عن المثالية»، والمشكلة تأتيك عبر إيحاءات، ونأسف لردود فعل تبحث عن ما يرضي أحبابها على حساب جيل الغد.
والحاصل٬ إن كل قضية تطرح تجد لها مرجعية معينة، سواء مؤشرات دولية مختصة في مؤشر الفساد والشفافية٬ مستوى جودة التعليم٬ الدورة المستندية المتبعة في الدول المتطورة٬ إدارة المشاريع والمقاييس العالمية وأهل الاختصاص ممن لم يجدوا آذان صاغية لمطالباتهم، وهنا نأسف لاستمرار الوضع على ما هو عليه منذ عقود رغم توافر المعلومات.
وقس عليها٬ الاستجوابات… تتزايد أعدادها وتكثر توصياتها. ونأسف لبقاء الآثار من دون تحرك إصلاحي ينتشل الممارسة الديموقراطية من سوء التطبيق إلى شفافية أكثر وفاعلية في تحويل المحاور لأي استجواب إلى برامج تهدف إلى إصلاح الأوضاع التي أدت إلى تقديم الاستجوابات، وهنا نستثني الاستجوابات بالوكالة التي تحدثنا عنها في مقالات سابقة.
الزبدة:
منهج الطريق إلى الأخلاق يبدأ من تدريسه للمرحلة الابتدائية للصغار وتمتد الحاجة إلى تدريسه للكبار بما فيهم أعضاء مجلس الأمة.
وخلاصة القول٬ إن الحكومة بحاجة إلى الاستماع الفعال لكل عبارة صادقة تخرج من مغرد أو صاحب حساب وأن تقرأ لمن يتحدث بحرقة من منظور علمي يعرض واقع الحال ويتقدم بالحلول المستقاة من أهل الخبرة والمعرفة وبعيدة أرائهم عن أي تأثيرات جانبية كالشخصانية وتعارض المصالح.
ونأسف لتجاهل أصحاب القرار لكل ما يعرض، ونستغرب تقديم مَنْ هم دون المستوى وعزل «الأخيار» عن محيط اتخاذ القرارات. وأرى أن سبب تراجعنا يعود لقراءة ما يكتب وما يبث حسب هوية القائل أو الكاتب… الله المستعان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة تنظيف
إغلاق