مقالات

أهو مجلس أمة أم مجلس غمة؟ … بقلم / محمد ناصر المشعل

الديموقراطية والحياة النيابية نعمة جليلة يتمناها كل شعب وتتمناها كل أمة، وهي الفيصل الذي يضمن حياة كريمة للشعوب والدول، ويكون هو الحق الذي يتمناه الجميع للجميع، وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ومن خلال الديمقراطية يتم تطور الدول وتعلو شؤونها وتتألق الحرية الحقة والصحيحة لكل شعب وتترقى بها الشعوب لحياة أفضل وحياة كريمة.
نحن في الكويت تحقق حلم الكويت كلها في ولادة الديمقراطية بعد أن نالت الكويت استقلالها عام 1961، رغم ان سماء الكويت كانت مملوءة بأجواء الديمقراطية بالفطرة التي عاش عليها شعب الكويت، وبعد الاستقلال وصدور الدستور وعقد المجلس التأسيسي وجد الجميع بأن الحياة النيابية وضعت على المسار الصحيح لتنطلق في عملها بوجود السلطات الثلاث، وهي التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، وإنطوت السنين بمرور الحياة الديمقراطية في مسار بين المد والجزر، بل مضت الديمقراطية وخاضت العديد من الأحداث بوجود مجلس الأمة كمصدر تشريعي ومركز الأمل الذي تنظر له الكويت وينظر له شعب الكويت، واليوم وصل الحال بمجلس الأمة ليكون إحدى العقبات الكبيرة والخطرة في حياة الكويت اليومية، ومصير الكويت كبلد وكذلك مصير الشعب الكويتي يمر من خلال إخفاقات مجلس الأمة، بل وقع كل ذلك تحت وطأة ما ينتج عن وجود مجلس الأمة الذي صار مصدر تأزيم ومنبع للفساد، بل من أكبر منابع الفساد وضياع الوقت وإدخال البلاد في أزمات من دون أن ينجز هذا المجلس منذ 25 عاماً أي إنجاز كبير يذكر، لن أمدح المجالس التي سبقت مجالس الأمة منذ 30 عاماً، ولكن اليوم وعلى مرمى البصر ينبع الفساد ويتوه مصير البلاد من خلال مجلس الأمة الذي يجمع كثيرا من الشعب الكويتي، اليوم مجلس الأمة صار بالفعل «غـمة»، وخابت آمال الكويت وشعبها بذلك المجلس، وللأسف هناك من الشعب الكويتي من يدق مسمار في نعش الحياة الديمقراطية وفي كيان وهيبة مجلس الأمة، لن نقول بأن الحكم في البلاد على مدى السنين قد أثر في مجلس الأمة، بل الحكم يقف مع كل ما يريده الشعب من خلال مجلس الأمة، وكل من حكم الكويت منذ ولادة هذه الديمقراطية يناشد بل يشد على أيدي الجميع باستعمال الديمقراطية بالشكل السليم ولصالح البلد والشعب، وأسندت الأمانة لمن يمثل الشعب في قاعة عبدالله السالم من خلال الانتخابات، ولكن خابت الآمال ولنرجع لذاكرتنا ونرى ما صدر من مجلس الأمة من سلبيات، ويصر البعض لأغراض قبلية ومذهبية وفئوية وحزبية ودينية ومصالح شخصية أن يكون هناك في مجلس الأمة عناصر هدامة، ولم تكن في لحظة واحدة كعامل بناء في حياة الكويت من خلال الانخراط في الحياة الديمقراطية كنائب أمة، نحن لن نأخذ السهو في الأخطاء، فالأخطاء العفوية واردة والحسابات الخطأ سمة البشر، ولكن تمادى الأمر وصار للفساد مراكز ومنابع من داخل مجلس الأمة، ولك يا عزيزي القارىء أن تدقق في كلامي وتقارنه مع الحقائق بطريقة ترضي الله والضمير لأجل الكويت فقط، سأجعل كلامي قي هذا المقال على مقولة «ما قل ودل» وأقصد وجه الله في الكويت وأقول أنا من أحد الذين فقدوا الثقة والأمل بمجالس الأمة التي صارت وتيرتها السعي لكرسي عضوية مجلس الأمة من خلال وسائل التحايل والتضليل وبيع الكلام والهتافات والرشاوى وشراء الأصوات وتطميع الجميع بوجود المصالح من خلال إنتخاب «فلان وعلان» وها هو الكثير اليوم ينتخب من يرى فيه المصلحة الشخصية ولا عزاء للكويت في هذا الأمر الذي دائماً أقول بأنه يدخل البلاد في نفق مظلم، كل اللي اتمناه بعد كلامي هذا بأن نترك مقولة «انتخبوا أحسن السيئين» ولنترك وتيرة «دماء جديدة في المجلس» ولنترك عادة المجاملة والمراضاة عندما يقال «هذا ولدنا يستاهل» ولنرفض السير وراء الأصل والفصل والمذهب والقبلية وغيره ولنترك مجلس الأمة يتوه بمن يساند السلبيات في ذلك الأمر،
وليكن صوتنا للكويت بأن لا ننتخب من يضرها، ويعرف جميعنا من الذي يضر الكويت ومن يفيدها من هذه العناصر التي تخوض الانتخابات، ولكن النفس الطماعة تنجرف وراء كل ما ذكرته من المصالح المضرة، نعم لقد اصبح مجلس «غمة» ولن يطلق عليه مجلس أمة وياريت يكون لدينا حكومة تعمل بأكثر جدية ودقة وفي الطريق الصحيح ووقتها سنرى أن مجلس الأمة هو الضار وهو الفاسد وهو من يضيع الوقت والفرص على الكويت ويضر بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شركة تنظيف
إغلاق