عقدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ودولة الكويت الحوار السنوي الأول الرفيع المستوى حول السياسات المتعلقة بالدبلوماسية الإنسانية، وذلك في حضور نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كريستين بيرلي، وعضو إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الكويتية، المستشار زياد فيصل المشعان، ورئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي، الدكتور هلال الساير.
حيث اكد رئيس الجانب الكويتي في هذا الحوار وعضو إدارة المنظمات الدولية المستشار/ زياد فيصل المشعان اعتزاز دولة الكويت العميق بشراكتها الوثيقـــة الممتدة مع اللجنــــــة الدولية للصليب الأحمر لما يقارب الـ25 عام مستذكرا دور اللجنة الرئيسي الــــــــــــــــذي تميـــــــــــــــز بالكفاءة العالية في اطار عملية تحديد مصير الأسرى والمفقودين الكويتيين. مبينا بأن هذه الشراكة الاستراتيجية اسهمت بتـــــــعزيز كفاءة ايصـــــــــــــــــــــــال المساعدات الإنسانية الكويتية للمنكوبين والمتضررين جراء الازمات والكوارث الانسانية الطبيعية او تلك من صنع الانسان. مؤكدا على تميز عمليات اللجنة بالكفاءة والحيادية والشفافية الأمر الذي تحظى على أثره اللجنة بمصداقية عالية لدى دولة الكويت.
مبينا بأن هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم كوارث انسانية متلاحقة وممتدة يستلزم اكثر من أي مضى تعزيز التنسيق والتعاون ما بين الشركاء الإنسانيين وابتكار وتطوير الحلول الإنسانية التي تتناسب مع تشابك وتعقد عناصر الأزمات والكوارث القائمة، مضيفا بأنه ومن هذا المنطلق نبعت فكرة اقامة هذا الحوار السنوي الهام ما بين دولة الكويت واللجنة الدولية للصليب الاحمر الذي سلط الضوء على الجهود الاغاثية والتنموية الانسانية المبذولة لإغاثة المنكوبين جراء الكوارث الانسانية القائمة خاصة في دول منطقة الشرق الاوسط، ذلك الحوار الذي ينشد منه كذلك الاسهام في تعزيز دور دولة الكويت واللجنة في الدفع بالقضايا الانسانية في المحافل والمنتديات الدولية بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن خلال عضوية دولة الكويت المقبلة في مجلس الامن للفترة 2018 ـ 2019.
ومن جانبه اعرب رئيس مجلس ادارة جميعية الهلال الاحمر د.هلال الاسير في كلمته عن بالغ التقدير والاحترام باختيار عنوان للقاء تحت مسمى “الدبلوماسية الانسانية” و التي تعتبر جسر من جسور التواصل بين الشعوب في كل انحاء العالم.
واضاف: نحن سعداء بمشاركتنا في هذه الجلسة النقاشية التي تؤكد أهمية الأثر الناتج عن القيام بالأعمال الإنسانية، كونها جزء لا يتجزأ عن العلاقات الدبلوماسية للدول.
وقال: أن قرار تبني نهج الدبلوماسية الإنسانية في العمل الإنساني ليس فقط خيارا، بل مسؤولية ناتجة عن فرص الوصول المتميزة التي تتمتع بها الجمعيات الوطنية، بصفتها جهات مساعدة للسلطات العامة، بدورها المساند للحكومات في الميدان الإنساني، و لما تتمتع به من قاعدة مجتمعية مؤلفة من عشرات الملايين من المتطوعين و بصفتها الخاصة كمراقب لدى الأمم المتحدة.
واضاف: ان العمل الإنساني يعد احد ركائز العلاقات بين الدول و بعضها، بل و هو رباط أسمى من ذلك، يجمع بين الشعوب و يقرب المسافات بين المجتمعات المختلفة، و يساعد في محو معتقدات و ممارسات سلبية، من خلال تبادل الحوار و النشاطات، لا سيما في خدمة المستضعفين.
و وتابع كلامه من خلال نقاشنا حول الدبلوماسية الإنسانية، التي باتت من أساسيات العمل الإنساني، فمن الواجب ان نسلط الضوء على أهمية الحفاظ على جسور التواصل بين العاملين في المجال الانساني لتخطي بعض التحديات التي تواجه عملنا.
وقال: تبوأت دولة الكويت بفضل ثبات نهج سياساتها الخارجية وعطائها السخي في مجال الدبلوماسية الإنسانية مكانة مرموقة في العالم، ما أكسبها حضورا إيجابيا فاعلا إقليميا ودوليا.
و اضاف: تمضي الكويت قدما في تعزيز دبلوماسيتها الناجحة المرتكزة على دعم العمل الإنساني الدولي، لما يمثله من قيم إنسانية عليا، دفعت منظمة الأمم المتحدة إلى اعتماد يوم 19 أغسطس من كل عام، يوما عالميا للعمل الإنساني، تقديرا لكل من يقدم العون والمساعدات الإغاثية للناس في شتى بقاع العالم.
و اوضح انه واستنادا إلى تلك الرؤية الإنسانية، عملت الكويت على التخفيف من معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة، من خلال تقديم المساعدات في كل الدول المتضررة، لا سيما الدول العربية، كسوريا و دول الجوار و العراق و فلسطين و اليمن وغيرها.
و كذلك زيادة حجم التبرعات في البلدان التي تصيبها كوارث طبيعية مثلما أصاب اليابان والفلبين وتركيا و النيبال و دول شمال شرق آسيا و غيرهم خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال: من خلال مسيرة العمل في جمعية الهلال الأحمر الكويتي على مدار أكثر من خمسون عاما في تقديم المساعدات الدولية، و بدعم حكومة دولة الكويت و بمساندة صاحب السمو امير الكويت، حفظه الله “قائد الإنسانية”، نجحت الجمعية في الوصول لاكثر من 80 دولة حول العالم و ساهمت في المكانة المرموقة التي وصلت لها دولة الكويت “كمركز عالمي للعمل الإنساني”
و وشار الى ان الجمعية نجحت في تقديم العديد من المشاريع الإنسانية على المستويين المحلي والدولي، مما جعل الجمعية منارة مشرقة في صفحات تاريخ الكويت العريق.
وقال: يتحتم علينا بذل المزيد من الجهود في تبديد العقبات و تخطيها، من اجل الإستمرار في مهمتنا لإبراز اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية و بين المجتمعات الاقل حظا.
واضاف: ان العقبات التي تواجهنا أصبحت عبء على العمل الإنساني، و تقلل من اثر نجاحه، و تنبئ ببوادر مقلقة اذا ما تم التعامل معها من اجل تحسين آليات العمل الإنساني.
وتابع: اليوم و ضمن حركتنا الدولية، نسعى لتعزيز العمل التطوعي، الذي يعد عماد العمل الانساني، ونسعى الى نص تشريعات تحفز على العمل التطوعي و تنشر الوعي حول اهميته.
كما نسعى لإيجاد طرق مبتكرة لتمويل الاعمال الانسانية و استدامة مدخولها، لنتمكن من المضي قدما في مسيرة العطاء للمستضعفين في العالم.
وامل من العاملين في هذا المجال إيجاد آليات لتمكين الشباب و النساء في العمل الإنساني لاهمية الدور الذي يمثلونه و للطاقات المتوفرة لديهم لخدمة اعمالنا.
و حث المجتمع الدولي على ضرورة عدم إغفال مفهوم النزاهة و الشفافية و الحرص على المسائلة، لضمان سير الخدمات الانسانية بعدالة، و للحد من الممارسات السلبية التي قد تؤثر على العاملين في هذا المجال و المستفيدين منه.
ووما جانبها قالت نائبة مدير اللجنة الدولية للصليب الاحمر كرستين بيرلي “التعامل مع التحديات السائدة في المنطقة يتطلب قيادة قوية من دول مثل دولة الكويت، لذا تحرص اللجنة الدولية على تعميق الحوار من خلال مناقشات سنوية مُوجّهة حول السياسات مع المسؤولين الكويتيين من خلال هذا الحوار”. كما أضافت نائبة رئيس اللجنة الدولية “إن الكويت وبفضل مكانتها الإقليمية والعالمية الرفيعة، تتبوّأ منزلة فريدة من نوعها للعمل على توفيق الآراء العالمية حول المسائل الإنسانية المثيرة للقلق والتي تمثل تحدياً، وتتبنى هدفاً أسمى ألا وهو ضمان تحقيق احترام أفضل للكرامة الإنسانية من خلال الاستجابة المجدية لحاجات الأشخاص المتأثرين من النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى”.
و من جانبه قال يحيى عليبي رئيس البعثة الإقليمية بأنه “في ضوء انتخاب دولة الكويت مؤخراً كعضو غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للعامين القادمين، وتمشياً مع استراتيجية الكويت الجديدة لعام 2035، وبمناسبة الاحتفال بمرور 25 عاماً على تأسيسها لبعثتها الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي في دولة الكويت، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دولة الكويت لإطلاق الحوار السنوي الأول الرفيع المستوى حول السياسات المتعلقة بالدبلوماسية الإنسانية. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها التي تضطلع بها اللجنة الدولية مع دولة من دول العالم العربي، الأمر الذي يؤكد العلاقة الاستراتيجية بين دولة الكويت واللجنة الدولية”.